فتحي مهذب - شذرات وحيد القرن.. شعر

غيمة لم أتمكّن من قتلها
(قريبة جدّا من سطح البيت الواطىء جدّا)
إذ استحالت إلى إمرأة قرويّة تطارد ذئاب اللمس
في مرتفعاتي الحسّيّة.

ا#############

لن يصلوا أبدا إلى نجمتي المتلألئة..
بعيدا عن أنظار العالم أفاوض كواكب مهذّبة جدّا
لتغيير أسمال الأرض.

ا#############

أنا ذاك الصوت المبحوح الصادر من قصبة النّاي
هاربا من شرنقة الحجر.

ا##############

من كمّ قميصه جذبته عيناي هذا الهواء المتّكىء على خيط مستدقّ..
(على حافة صخرة يملؤها فراغ عائليّ هائل.)

ا##############

لم تكن رائحة البنّ مصيدة هذه المرّة
كانت جارته ترشح بضباب يتنهّد.
أتهجّى أليغوريّات عيد ميلادها..
طعنة إثر طعنة(أسطول إوزّ عائم في بحيرة اللامعنى).

ا################

لم يكن بابنا سعيدا بالمرّة، كان كائنا هشّا حملته غزالة إلى النهر لتغسل
نصفه الأسفل من ذنوب أقدامنا المتّهمة بوطء الذكريات الهرمة.

ا###############

تغتالها كلمتان تزربان من نافذة الباص الذاهب إلى منطقة الماريستان.
إصطفقت فرائص الأسلاف في نظرتها المريبة.
لم يكن ثمّة أحد في الطريق غير شرطيّ يرتق شقوق النهار بشبّابته
الطوطميّة ، لم يكن ثمّة غير عجوز يبدو كمحض طيف يتأرجح بين حدّي الزمن والكينونة. متعثّرا في مشيته فوق حبال الزهايمر المستدقّة.

ا###############

ظلّك جائع جدا
خانه نيزك عبر بسرعة بين إبطيك باتجاه ذكريات الشجرة التي فرّت
الرياح بفستانها المطرّز بزبد الهشاشة.

ا##############

الشمس تملأ الصناديق بالأرغفة الساخنة
لكن من سيوزّع هذه الأرغفة المتوهجة
لأنّ الحرب قطعت جميع أكفّ المتورّطين في حبك خيوط الجريمة.

ا###############

أخيرا هشّمت زجاج المخيّلة بزفرتين محدّبتينّ..
طلّقت جميع الأشجار المتموضعة داخل سياج المقهى المجاور..
حينئذ خرجت كلّ شجرة تبكي أمام كثبان هائل من المومياوات
كأرملة في عزّ الحداد..

ا################

سأوقف هذه المهزلة
سأفتّت صخرة سيزيف ببرميل متفجّر
وأعيده خاليا من الشوائب والنتوءات
إلى مخيّلة ألبير كامي
هذا الكائن الذي إفترسه مرارا تأويل المهرّجين..والبخلاء ذهنيا وجماليا..
ليعيده إلى غابته البدائيّة بعيدا عن قفص الفكر العبثيّ.
متحرّرا من قبضة الشرّاح المهووسين برائحة الدم.

ا################

على جسد الكفيف يعدّل النهار ساعة يده النادرة جدا...
(لماذا يبدو وجهه مسجّى بهشاشة كثيفة جدا كوجه
مرتكب المذابح الجماعية ؟

ا#################

يدنو الموت على أطراف هواجسه..
حينيذ أمسك هراوة مهشّما رأسه الشبيهة برأس أفعى مجلجلة...
ها هو جثّة هامدة تملؤها ثقوب الليل والنهار.

ا#################

حين قبّلها سرعان ما تبخّرت
لكن لماذا بقي وحده كتمثال شاهق يحدّق في حريق هائل
يصّاعد من جمجمة الهامش .

ا#################

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى