وليد بن أحمد - خُطوبة…

ذات يوم تفحصت أمي حبيبتي من بعيد بعيون خبيرة مدربة ثم أجفلت قائلة: “ما أقبح عينيها، لديها عيون اسبانيورية!”. قدمتها لصديقتي رَمْلة فغنَّتْ لي: “يا زمان الوصل بالأندلس”. دعيتها لاحتساء قهوة مع صديقي شاكر فهنأني قائلا: “لن تحسّ معها ببرد الشتاء على أية حال، ثم لك أن تفارقها بعد حصولك على الإقامة”. لماذا تثيرني أنا فقط بلكنتها المحببة وهي تحيل العربية الى فرنسية ركيكة؟ لماذا تشنف حبيبتي ٱذاني دون غيري بنغمة القاف تستحيل كافا في مبسمها الشهي؟ حبيبتي حسناء، لا شرقية ولا غربية. أمنّي نفسي على فراش الحب. تلتقمني حبيبتي كالحوت، تثير جنوني، تمسك شيئي وتحك به أشياءها. تكربلُ وتغمغمُ وتجنُّ لكن هاتفا عجيبا في أعماقها ينادي تعال اخطبني من أبي. محرومة هي من لذته كمن قضى عمره في سفينة لا تقبله بلاد ولا يرسو في مرفأ. انتظرت أختي حتى عادت من الربع الخالي صيفا وقد تخلت عن لباس التقوى وارتدت فستانا زهريا قصيرا ثم ذهبنا سويا لأقدمها لحبيبتي. طيلة طريق العودة ما انفكت أختي تردد “يبدو أن عينيها أصغر شيء لديها. نهداها بارزان ومؤخرتها عظيمة وبشرتها بلون النحاس.. ألم تقل لي في الهاتف انك تشتهي فتاة أجنبية؟”.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى