فتحي مهذب - محنة العالق في خرم الابرة

ستون سنة وأنا أبحث عن الغابة المسحورة حيث يقيم الله
مع قطيع اوز أبيض مدججا بأسلحة رشاشة
لتبديد هواجس الأشرار مرفودا بملائكة تحرس ميزان الجاذبية.
أبحث عن حاجبه الضرير لإيصال
بريد الأرمل..
ستون سنة مضت
قلت للنار الشقراء التي تثغو بلكنة
ماتعة أنت ربي..
درت حول شعاليلها مثل هندي أحمر مأخوذا بايقاعها المتعالي..
ولما رأيت سقوطها البائس في قاع العتمة.
قلت لست ربي..
آه كم تعبت روحي الماورائية..
وقد جف حصاني من الضرب الوبيل في عمائق الأسرار..
قلت لمياه الشلال الزرقاء..
المياه التي تكمن في الجذور العميقة وتغني بأمجاد العالم..
أنت ربي أنت ايقاع الحياة الأبدي.
ولكن لما هلك الصياد وغرق مركبه في قاع النسيان.
وأتت على محاصيل الذرى..
قلت لست ربي..
أدرت وجهي ميمما سمتا آخر..
رأيت شجرة ضخمة كثيفة وعالية جدا تزورها آلاف الطيور من أقطار
العالم قلت هذا ربي..
وظللت محلقا مثل طائر القطرس
بيد أن صاعقة عبثية قطعت جذعها الى مزق.
فضحتها هشاشة الأغصان..
حينئذ قلت لست ربي..
وبينما أنا في رؤوس الجبال ..
عثرت على امرأة فريدة الحسن
والجمال ..
بكيت وقلت هذا ربي
تعمقت في حبها وبلغت أعلى مراتب عشقها وكرعت النور من كوز المتصوفة .
ولكن خذلتني مع قرد متعطن.. فهربت ركضا وقلت لا تصح أن تكون ربا.
ستون سنة مضت
لم أجد ربا يليق بفخامتي..
لم أعثر على مفاتيح اليقين
لم أر خيطا من النور في كثافة الأشياء..
أحمل كل يوم مصباح ديوجين
باحثا عن بكر السبيل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى