صالح رحيم - طريقة للبلوغ..

للطفل الخائف في أقصى المقهى
أقول : لا تخف من أخيك،
لا تخف من أيّ أحد؛
الدخان في كل مكان
في رئة المريض
وفي رئة المعافى
الدخان هو مجرد أن تبقى على قيد الحياة
*
وللدخان فوائد جمة
منها أن تفهم من خلاله براءة السيجار
فهو غير مسؤول عن الدخان
تماما مثل أباك
غير المسؤول عنك
الدخان هو أنت
غيرُ المسؤول عن وجودك
*
لا الطريدة سليمة
في هذا الوادي
ولا الصياد،
الكل ينزف دماً
يمد الآلهة بالبقاء؛
الطفل الذي مات أبوه في حادث سير
الطفل الخائف من أخيه
يدخن بحذر في أقصى المقهى
دون أن يخطر في رأسه
أن الدم، دم أبيه،
صار دخاناً للآلهة
التي تسهر على أرواح
عبادها المخلصين
*
في أقصى المقهى
يدس الطفل
علبة سجائره الرخيصة في جواربه
وقبل أن يدخل المنزل
يعلك ورقة أي نبات
يصادفه في الطريق
درءاً للرائحة،
الدخان فضيحة حتى بعد زواله..
*
ما عاد ينفع الدخان هذه الأيام
وما عاد ينفع وجود الأخ
فقد تمرست رئة الطفل على الإثنين
وهو يبحث الآن
عن حريق جديد
يناسب مكانته كمدخنٍ قديم
يجلس وحيداً في أقصى المقهى!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى