عبدالوهاب محمد يوسف - مسحة براءة على وجه مضيء.. شعر

(1)
حين ينتصف الليل ،
ويهبط السواد كنصلٍ يمزق
ثياب الشمس ،
ويعصب عينيْ الضوء ؛

(2 )
حيث البراءة تذبح بسكينِ الشهوة
وتوزع دمائها على ذئابِ الليل
إرضاءً لشيطان الجسد
الذي لا يعرف غير جنون القتل ؛

(3 )
حيث التأوّهات تصعد إلى قلبِ الليل
فتمزق السكون
الذي يكتنف جسد الحياة ؛

(4 )
حيث تشرّع زجاج النوافذ
فتنحسر الستائر تحت ضربات الريح
وتشنق الملابس على صليبِ إنتظار
صباح ربما لا يأتي أبداً ؛

(5 )
حيث الله يطرد عباده الملاعين
مِن حظيرةِ الفضيلةِ ،
فيلوذون إلى حلبةِ الجسدِ
لأجل مباراة أخيرة في سباقِ الخطيئة!

(6 )
ها أنذا احتمي ببصيرةِ روحٍ أضناها التيه
في متاهةٍ تأبى أن تزول ، فتمسّها بعض جنون ،
وشيء مِن عينِ الله ، فترى كل شيء لكأنه خلف
واجهة زجاج شفاف!

(7 )
فتطفو مسحة براءة على
وجهٍ مضيءٍ
يلمع كبرقٍ في ليلٍ ينذر بالمطر
وإبتسامةٍ وضّاءة تشبه
موسم حصاد القمح!

(8 )
يطفو جسداً ناعماً ينزلق تحت غطاءِ الليل
بشرةٌ مغسولةٌ بماءِ الشمس
لتغدو كفانوسِ ضوءٍ ينبعث
مِن كوةِ ظلامٍ دامس!

(9 )
تحت ثقلِ صمتٍ يشنق الضجيج
على نافذةِ الليل ،
فينبعث مِن ركامِ السكون
صوت رخيم بلثغةٍ آسِرةٍ
تشبه إلتذاذ أول قُبلة في حياةِ مراهقان
يبحثان عن معنى الخطيئة ؛
يهبط كموسيقى تتدفّق مِن حنجرةِ الله ،
يهش ذباب الحزن التي تطنُّ حولي
يذيب حصى القلب
ويصلب الروح على حقولِ الشوق!


9/11/2019
عبدالوهاب محمد يوسف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى