أمل الكردفاني - مدينة الجِراح

وحين تموت
سنابل القمح في ضفافي
أقود مركبي..‏
واتركها ساربة بلا مجدافِ
وأكتب القصيدة الحزينة
عن عينين ضاحكتين في المدينة
‏...‏
والأسماك تحت مركبي
راهبة في محيطات الألم
أعينها ذاهلة
بين الوجود والعدم
‏...‏
والشمس فوق مركبي
شاحبة مطفأة اللهب
ضارعة بانقشاع السحب
‏...‏
يا نوارس الوداع
لا تُحَلِّقِيِ
في كثبان فزع ينمو
فوق قلبي المرصوف بالحنين
لأزقة تحفها الشرفات
ووجه أنثى يطل منها
مدندنة الثغر بالأغنيات..‏
‏...‏

وفي شتاءات ديسمبر السافرة
حين تجف حدائق الأمل
مظلمة كالذاكرة
وتتجلى في داخلي الحقيقة
كنبوة عابرة
يجلس المشرد العجوز
على زاوية القنوط المقيم
متدفأً بلحنٍ الرجاء القديم
‏...‏

يا بحر روحيَ المُطرِقة..‏
يا ثـــَـــرياً بالوحشة المُطبِقة
بالحزن
بالذكريات المُحرِقة
بالحب بالسلام ‏
بذبول الحرف واحتضار الكلام
لُفَّ ذراعيك في أشواق اليابسة
علَّني
ألتقي من جديدٍ
بعينها الضاحكة الناعسة
بثغرها المرسوم على أقحوانة الصباح
وادعاً كالطفولةْ
فيعلن الحزن أفولَهْ
مغادراً.. مدينة الجِراح..‏
‏..‏

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى