محمد عمار شعابنية - ما أنتِ إذْ ينفذ الرزق تفنين.. شعر

* إلى اخوتي وأصدقائي في جرادة المغربية وهم يتحركون لأجل الحياة بعد غلق منجم الفحم الحجري منذ سنوات .

عرَقُ أسودُ
فوق أرض يكحّل تربتها الفحمُ
والفحمُ كالثلج في بردها
لم يعدْ يتحمّله الموْقد
يا شتاءً يطولْ
هل جرادةُ يُحزنها الليلُ
أمْ أنها حين تفتح للشمس أعينها
تختفي الشمس في لحظة وتزولْ ؟
هي تحلمُ لكنّما الحلم أصبح عبئا ثقيلْ
حين تنآى الأماني ولا يقرب الموعدُ
××××
عرقٌ .. والمسافات تنآى
وقد أصبح الحزن أدنى
إلى الناس من فرح مستحيلْ
وصبرٍ جميلْ
لآنّ الحياةَ التي أصبحتْ من دخانْ
لها لوْثة في المكانْ
وجرحٌ بقلب الزمانْ
×××××
جرادةُ .. ما أنتِ مثل الجرادةِ إذْ ينفذ الرزق تفنينَ جوعا
ولا أنتِ سورٌ يُحوّط سحنا
ولكن سيبقى لرسمكِ معنى
وتبقين حتى يزول السوادْ
ويمشي على بُسط من بياض بأرضك كلّ العباذْ

محمد عمار شعابنية ( المتلوي ـ تونس)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى