عمار نعمه جابر - مسرحية إحتجاج..

الشخصيات /
  • الرجل
  • المحقق
الرجل : سيدي اقول لك انهم لم يأخذوا موافقتي .

المحقق : ولكن كيف لهم أن يفعلوا ذلك برأيك .

الرجل : لا ادري ، ولكن كان يجب عليهم ان يبحثوا عن طريقة لذلك .

المحقق : ولكن الامور لا تحسب بهذا الشكل أبدا .

الرجل : يجب ان تحسب هكذا ، يجب ان يأخذوا موافقتي قبل ان يبدأوا .

المحقق : رغم انه لك الحق في تقديم شكوى على من تشاء ، ولكن الامور عادة تحدث بهذا السياق .

الرجل : السياق الذي تتحدث عنه لا اعترف به ، ولا اريد لأي كان ان يخضعني الى هكذا سياق .

المحقق : طلبك قانوني ، ولكنه شديد الغرابة .

الرجل : عليك ان تستدعيهما سيدي المحقق ، وتبدأ باستجوابهما ، انا قدمت لك شكوى قانونية .

المحقق : ولكن كيف لهما أن يتقبلا مثل هذه الشكوى انها ، انها ..

الرجل : انها ماذا سيدي المحقق ؟

المحقق : انها غير معقولة ..

الرجل : وهل ما يجري لي بسببهم معقول .

المحقق : انا اقدر انك تمر في حالة صعبة .

الرجل : أنا بائس منذ اليوم الاول ، وحتى هذا العمر .

المحقق : وهذا ما يجري تماما ، للكثير ممن حولك ، فلماذا تتذمر ؟

الرجل : أنا أطالب بحقوقي ، يجب أن يتم محاسبتهما على خطأ المجيء بي الى هنا ، ما كان يجب ان يقوما بذلك دون موافقتي .

المحقق : لماذا تحملهما جريرة ما حدث لك ؟

الرجل. : ما فعلاه كان سبب مباشر ، بكل ما حدث ويحدث لي .

المحقق : كان ينبغي عليك ان تغير واقعك بنفسك ، لا أن تحاسب الآخرين .

الرجل : كيف اغير واقع ، لم يمنحاني فيه مقومات التغيير ولا العيش !

المحقق : هذه الحياة ، هي هذه المحاولات المتكررة من أجل النجاة .

الرجل : وهل تعتقد انني لم اتحرك من اجل الخروج مما أنا فيه ، ولكن اختياراتهما في المكان والزمان والبيئة كانت كارثية ، لست قادرا فيها على ان احدث فرقا يذكر ، لست قادرا على فعل أي شيء تجاه ما فعلاه بي ، بتعمدهما المجيئ بي الى هنا في هذا الوقت .

المحقق : وهل تظن انهما كانا يعرفان بكل ما سيجري ، ربما لو كانوا يعرفون ذلك ، لما جاءوا بك ، فهم يحبانك الى اقصى حد .

الرجل : اذا كانا يحباني حقا ، ما كان يجب عليهم ان يقررا مجيئي الى هنا .

المحقق : منحاك نعمة الوجود .

الرجل : هنا ، والآن !

المحقق : ربما قد يوجد هنا أشياء لا تستطيع ان تراها ..

الرجل : اذا كنت لا اراها ، فهي غير موجودة اصلا .

المحقق : قد تحتاج الى النظر بطريقة اخرى .

الرجل : سنوات طويلة ، وانتظار مرير ، اخاف ان تنتهي الحكاية وانا في الصفحة الاولى .

المحقق : وهل تظن انهما قادرين على ان يغيرا شيئا من اجلك ، ولا يفعلان !

الرجل : ولماذا نقترف الاخطاء ، ثم نحتاج الى إصلاحها !

المحقق : هو ليس خطأ ، إنه فرصة كبيرة .

الرجل : فرصة غير مناسبة بالمرة .

المحقق : ربما كانت ستكون رائعة لو جرت الامور بشكل أفضل .

الرجل : هما يقرران مجيئي ، وتحملي كل ما في هذا العالم ، على أمل ربما ، غبية وداعرة !

المحقق : كرم منهما ان يمنحاك كل هذا الوجود .

الرجل : انانية مقيتة منهما ، أن يمارسا حياتهما على حساب حياتي ، فأكون لهما مجرد مكسب وحيازة ، وفرحة عابرة ، بينما يلقيان بي في هذا الجحيم ، بلا حساب ، يجب ان تفتح لي محضر ، اريد ان اقاضيهما أيها المحقق .

المحقق : حقك محفوظ بلا شك ، ولكنهما أيضا يملكان حقوق كثيرة عليك ، نعم ، خدمات ومعانات ، ورعاية لسنين ، لماذا لا تريد ان تنظر الى كل ذلك ؟

الرجل : كانا يدفعان ثمن نتائج افعالهم ، الغير محسوبة .

المحقق : لقد دفعا ثمن افعالهم ، لسنين طويلة .

الرجل : وماذا عني ، ماذا سأفعل ؟

المحقق : اذهب لهما .

الرجل : ماذا تقول انت !

المحقق : اذهب لهما ، لا يمكن أن يكون ما يحدث لنا جميعا شيئا فضيعا ، إننا بكل ما فينا أسئلة ، الكثير من الاسئلة ، نحتاج الى اجابات . اذهب لهم ، ربما يكون لديهم ما يودان قوله لك ، وانت محتاج لسماعه ، اسمعه بقلبك لا بأذنك ، قد يملكان لغة السكينة واليقين ، اذهب لهما ، واترك يديهما تحنوان على روحك ، وتحسس حجم حبهما لك ، حينها قد تجد الإجابات ، وروحك ترتاح .


ستار

سامسون – تركيا

7/2/2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى