تامر الهلالي - مجموعة شعرية وتابوت

لدي تابوت كبير
ليس من الخشب
يمكنك القول أنه تابوت معنوي
أضع فيه الأفكار والأحلام التي لم تعد حية
او لنقل ان نسبة الموت فيها صارت أكبر
ليس من الجدير بالذكر أن أقول أن الكثير من الأفكار عن الحب والوطن والقديسين هناك منذ فترة طويلة
لذا أحاول رش جثثهم بالعطر أحياناً و بالملح أحياناً أخرى

الكثير من الأحلام أيضاً توضع هناك بشكل آلي و بوتيرة غير واعية تقريباً بسبب التناسل السريع
و عدم تناول حبوب منع الحمل

أعتقد مثلاً انه صار من الواضح اني حلمت أحلاماً تافهة و أحلاماً أخرى قحاباً و أحلاماً لا ترقى حتى لتوضع في تابوت
حلم البيت و الاسرة المستقرة السعيدة مثلاً أضعه في ماكينة لتدوير القمامة
ليتحول إلى أكياس حزن بلاستيكية اضع فيها قمامة حزني اليومي
حلم الفلاح القديم بأن الحصاد يأتي على قدر الجهد و البذل للبذور والأرض يليق بالتحويل إلى رسوم كاريكاتير
ثم مصيره إلى أكياس حزن من النوع الرديء الخفيف

الأمر ليس بهذه القتامة
ثمة قصص قصيرة لا توضع في التابوت ولا في الأكياس
أن تحبك امرأة رائعة ولو ليوم واحد مثلاً
أن تصادف إيماناً قديماً لا يزال على قيد الحياة في قلبك
و أن تصادف صغاراً في زهرة أعمارهم
لا يحبون قتامتك
ولا توابيتك و اكياسك
لا يزالون يبتسمون للشمس
و يؤمنون بالحب والحياة
مثل تلك الأشياء الجميلة أكتبها في مجموعة شعرية
سأصدرها في اواخر عمري
او لتصدر بعد ان اغادر غرفتي الضيقة إلى اي مكان ارحب

تلك المجموعة هي الشيء الوحيد الجدير بأن يتذكرني به أحدهم
لو حدث ذلك يوماً ما .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى