فتحي مهذب - الكفن.. قصة قصيرة

خرج من ( البنك) بفم جاف وشفتين ملتصقتين بأحكام كما لو أنهما فرج مومس بعد انقطاع العادة الشهرية. رأسه فقمة متجمدة تعلو كتفيه المتهدلتين. عيناه فارغتان من الايمان بكل قيم العالم.
حسابه البنكي تعوي في غابته المعدنية ذئاب الإفلاس .
الميت ممدود على سجاد يعج بالثقوب. ينتظر ثوبه الجديد . الكفن الذي سيرافقه الى الصحراء الأبدية.ليرحل بسرعة نيزك الى أسلافه.
جلس الموظف الصغير المقهور البائس أمام البنك واضعا خرقة على وجهه القديم. إستحال إلى قطعة من التنك والرماد.كائن بريء قتلته الحكومة بفأس اللامبالاة . يده اليمنى في حالة سراح شرطي.ملأ بعض رواد البنك هذه
اليد التي لم تفتح ولو دقيقة واحدة باب السعادة على مصراعيه بقطع نقدية بائسة . إقتنى كفنا يليق بجثمان أخيه المقعد. عاد إلى
الكوخ مكتظا بالفرح. أفرح أيها الميت ها هو كفنك بعرق جبيني أنصحك يا أخي بعدم العودة إطلاقا إلى هذا البلد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى