محمد القاطوف - ضياع بدون ضفاف.. شعر

ومن ضفافِ الضّياع
اتيتُ ..
وروحكِ وجدتّها لي مُتّكأ

اتيتُ اشدو الحُبّ
وفي عينكِ شَغفي
سيدتي ..
شُعوري نحوكِ تَخطّى
حُنجرتي
تَخطى صَوتي
عبثاً أُخربش حُروفي وكَلماتي
وارى وهجَ الحُب
في وجنتيكِ
والقمر مُتّقدٌ
كالنّجومِ في أفلاكِها
نوراً على نور
ومِنَ الحُب أطيافٌ
تُعانقني ...
ومِن رُؤياكِ أرتشفُ أملي
رَمتني الأقدار
فوقَ أمواجِ الأشواق
إليكِ خِلسةً
ومِن ضِفافِ الضّياع أتيت
وروحكِ لي مَرقداً
أيّتها المُعتّقة
برائحةِ الحَنين
دثريني و خذيني اليك
بِلا عودة .. سيدتي
سيدتي ..
إنّي ضللتُ طريقَ الرّجوع
واللهِ ما كانَ ذاكَ مَقصدي
أنا المُلتاعُ بِذكرياتِ الطّفولة
وأعشاش العَصافير
وزحاليق الطّين
حول ديارنا ..
و (المَسطبات )
ودالياتِ العِنب
و احواضُ الورود
وشتلاتُ الحَبق ... فاحَ عبيرها
أنا التّاريخُ مُذ كُنتُ صبياً
وأنا الآن أتلو تسابيحَ
هفواتي ..
فجرٌ قد غابَ عنّي بزوغهُ
وطالَ انتظارهُ ..
بدونكِ ... سيدتي
حروفي أصبحت عبثاً
أكرهها ...
و أكره كلَّ كتاباتي
والآن صرتُ
اكتبكِ طَلسمَ ورد ٍ
لدعواتي

* محمد القاطوف
شاعر سوري يقيم بالمغرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى