فتحي مهذب - الهروب بمركب نوح..

أنا مستاء جدا
من عبثية شقيقنا الضرير..
هذا المتدلي مثل خصية وعل قطبي..
هذا القمر الأبله..
هذا المتسول الأبدي..
أحيانا أشكر الشمس..
وأبدي لها محبتي مثل قس خجول..
وما تبذله من جهد كبير
لاضاءة هذه الكرة التي تدور مثل بهلوان..
رغم ذلك أنا لا أهتم كثيرا بالسماء..
انها قرية مليئة بجيران ميتين..
بصواعق وأحزمة ناسفة تصنعها الغيوم
في غزواتها الشتوية..
لازعاج الموتى..
ومطاردة خيول المزارعين ..
أذكر أن جدي من الأب..
فتح النار على نوح ..
أطلق جميع رهائنه وسباياه..
متجها بمركبه الى ساحل إفريقي
مليء بالقردة والزنوج..
بمعادن نادرة جدا..
مومسات بأرداف مختصرة..
جدي شهواني جدا..
من آكلي اللحوم البشرية..
مهووسا برقصة الزنوج الشهيرة..
والنوم فوق رؤوس الأشجار..
مثل طائر لقلاق..
جدي أكثر عقلانية من المهرب نوح..
نوح الذي يرقد في المخيلة..
مثل بطل أسطوري
من ألف ليلة وليلة..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى