آدم إبراهيم - ظِل راحل!..

حين غفلةٍ
روادني كابوس غريب:
أنني بلا إنتماء..!
لم أذعر قط!
بل ضحكت، ضحكتُ
ملء أوجاعي القديمة، ملء
الغموض بداخلي المهجور
ضحكتُ إلى حدِّ الإستهانة
قريني يواسيني:
مرعبٌ هو عندما يحزن
ومسخٌ حينما يغضب
ومتآلفٌ في كل تقلّب الأحوال
أنا لا شيء يُثيرثي سوى الخوف!
يساورني الشكَّ بكُلِّ شيء:
الشك بمعتقدي
الشك بأفكاري
الشك بأسراري
الشك بنُضجي
الشك بمشاعري
الشك بضعفي ، وقوَّتي
الشك بقدري ، وقُدرتي
الشك بماضيَّ، و حاضري
ورُبما بشأن مستقبلي المشؤوم اللامتوقع قدومه في العجل.
الأشياء رائعة تبدو؛
حين رؤيتها من منأي عنها
لكنها : خادعة وبشعة حد التقزُز
كِدتُّ الوقوعَ جُزافاً في فخِّ الإنبهار
لكن ظنوني أنقذتني للوهلةِ الأولى
ما يُطمئنُ في الأمر:
أنني لن أخسر ثانياً أكثر مما قد فعلت في السابق؛ سوى وقتٌ قصيرٌ في المراهنة. ولن استعيضُ أيضاً بأكثر مما قد ربحته مسبقاً من دُروسٍ مريرةٌ و قاسية. انتظر فقط ثمة مفاجأة تُسعفني لأعلن عن توحدي الكامل.
المعاداة: لا تجلب سوى الكثير من المعاداة.
التحدي: ليس له تفسيرٌ واضح سوى اللانهاية الخاسرة.
الصمت: مغريٌ للغاية ومثيرٌ جداً لهرمونات الفضول.
الشجاعة: خدعة لحظية لا يمكن تفاديها إلا بمخدرٍ عقلانيّ.
الهروب: لها الكثير من التبريرات وأغلبها لا تمت إلى شيء.
التمادي: رهانٌ رابحٌ في أغلب أحيان التجاوز اللا إكتراثي.
التخاذُل: يحدث حين نستدرك بعض الفوارق التي تأتي بعدها
التردُد: أكثر الأشياء التي تعيدُنا إلى ما وراء الورائيات.
التكلُّف: لا أحد يعطي أكثر مما يُمكنه إلا إذا كان لزجٌ متمسِّك.
التَعلُّق: يمكن أن تحصد من وراءه أطناناً من الندم الوخيم.
هاهي زي الحياة مُتناقضة الرؤى:
قصيرةٌ وطويلة ، سيئةٌ و جميلة ، ملهمةٌ وخاذلة ، واضحةٌ وغامضة ، مرعبةٌ ومطمئنة ، مليئةٌ وفارغة ، بعيدةُ المدى وقريبة أيضاً...
لا أحد يعرف كيف الوصول إلى بوصلة مبتغاها اللامعروف.
لا أحد يستطيعُ أن يحدد أثر رقابتها اللامرئية.
لا أحد يمكنه أخذ القدر الكافي من خيار مُعطياها الغزير.
لا أحد قادرٌ على كشف المعجزات التي تتضمنها في الخفاء.
أنا رائعٌ؛ كما يقولُ أنايَ مستهزئٌ بي:
أُحسنُ مُراعاة شؤون الآخرون عدايَ
أُفلح مواساة بؤس الآخرون عدايّ
بل، وأعرفُ تفاصيل الآخرين أكثر منِّي
اللعنة..!


آدم إبراهيم
رصيف الخميس ٣٠يناير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى