أمل الكردفاني - الإنوجاد والغياب.. نص أقنومي

(١)....
وتربَّعَتْ
في عرش قافية
تُلملمُ ثوبَها الشفافَ من شظايا الروح..
يستحيي الإنوجادُ شَرفَ العُرِيِّ قصيدة...
جوهر معناها
بألا معنى لها...
.
.
لا تودعني الآن (٢)
لا تودعني...
فأنت كعادتك
متأخر في واجبات القلب
.
.
الغياب (٣)

ذرة عطرها
حلقت فوق السماء...
رفعتُ رأسي
متشمماً كالكلب..
فجوات السحب..
رائحة الخريف تبددت في ذرِّة العطرِ الكثيفة
تساقطت أوراق أعمار البنات الراقصات
من حولي..
تحت أقدامي...
رأيت الرمل يمتد كخيط دم
دمٌ لجثة مقتولة...
كانت تتشبث بالحياة...
راحتاها على بقايا القلب..
رئتاها ممزقتان..
خطواتها مبعثرة...
على أفواه الياسمين..
.. خفضتُ رأسي..
وتشممتُ الياسمين...
وأدركت الغياب..
.
.

(٤)

كن متواضعاً..
قال المعلم في المساء...
رأى التلميذ الفراشات..
فحياها...
والعصافير ترخي أجسادها فوق الغصون..
فحياها...
والأفاعي ناعسات ..
فحياها...
ثم في النهر رأى وجه القمر...
حياه..
ثم خاض النهر..
هوناً فعبر...
كن متواضعاً..
في ذاك المساء
قال المعلم للصغير...
ورآه مشنوقاً
صباح الغد
بخيط من فرح
.
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى