جعفر الديري - مُقدِّمَة لِخَلْقِ الأشْيَاء .. نص -

نص - جعفر الديري

أنا ما أزال..
أضيء في المعنىْ.
جبينِيَ واحةٌ..
وصدايَ أشجارٌ..
وظِلَّيَ جُلَّنارْ.
لم أدَّخر شيئا..
من الكلمات..
ِأنثُرُهنَّ..
كالملحِ المؤجِّجِ..
زهرةَ الذكرىْ.
تفِيءُ إليَّ في كفيَّ..
أنفاس الذين..
تزمَّلُوا بالشمسِ.
أطفالا .. نساءً .. أو رجالْ.
وجِهيْ ستعرفهُ هنا.
في الشاهد المصلوبِ..
في وضَح النهارْ.
في خُصلةِ الشاهين..
تحتَ سنابك الخيل..
الموسوَّمة الكِبارْ.
خلف ارتعاشةِ تلكُم الأهدابْ.
فيما قصَّهُ نهرُ العذابْ.
أرميْ بصدريَ..
في ثقوبِ اللحظة الأُولىْ.
وأوقِد ها هُنا..
وجعَين تحتَ النارْ.
أنا ما أزالُ..
أخِيطُ ثوبَ عُروشكُمْ.
أصلابُكُمْ..
أرحَامُكُمْ.
أمتعةَ الذين تقمَّصُوا..
وجه الطبيعةِ..
في بُكاءِ الليلِ..
فيْ ضحكِ اليتامىْ..
بين دندنةِ السِوارْ.
أنا في عروق الصاعدين..
نبوءةٌ من زهرة..
تتصفحُ الغادين..
تحتَ النجمِ..
أو فوق الدخَانْ.
والوقتُ ياللوقتِ..
لو يدري..
متى يسخو جبينيْ..
تشبح الأحلامْ.

نشرة المنبر التقدمي.. فبراير 2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى