سناء الداوود - برتقال يافا

عوالق الطفولة
ترسل مقتطفات ضوئية
فادي الشاب الفلسطيني هرب من قريته
اختبأ في ليالي الجبل القريب من يافا
ليضرب عدو بلاده كلما سنحت له فرصة
و يوجع من اغتصب البرتقال

كم شاركته برده ليلا"
وكم غصت عيناي في وداعه لأمه.
و كبرت طفولتنا
و مابقي من الحكاية غير رائحة البرتقال
وكم كنت أتحسر لتذوق حلاوته

أمضينا سنوات بالتوقيع على الشجب
و إرسال مئات الأمتار من الأوراق للغرب...
لم ينفع زمن الندب.
و لم ينجح بستان فلسطيني خارج الدرب.
كل الطرقات محفورة على غصن زيتونة
و الزيتونة تمنح لونها للقلوب الدامية
فكل غصن مكسور ؛روحا" عارية تنزف
و كل جذر يقلع؛ أصابع مقطوعة بسكين عدو

و كبرت ندوبنا
و كل الآمال نثرت على تلك الأرض البعيدة
و كل الحكايات تختصر بشاب ترك بيته
ليرمي رأس عدوه بحجر
و يحب شابة من لون ترابه
تنجب أولادا" يتلهفون لرائحة البرتقال.

مقتطفات ذاكرتي اجتمعت كبقعة أرض
أحملها في قلبي
أزهرت قبل الربيع لوزا"
حينما رأت وجهك ؛
و أينعت بلون تراب جبالها الشامخة..
حينما إلتقت صدفة بعينيك
حيث جئت أنت
بعد اتساع مساحة الغياب
و غياب شبه كامل ل بيارات يافا
ف كنت حاضرا" عن بلادك أبدا
#سناء_الداوود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى