فتحي مهذب - الهدهد حارس المقبرة.. شعر

عند مدخل المقبرة
أصادف هدهدا أنيقا..
يحييني بضحكة عميقة..
أتبعه على طائرة جسد جريح..
نحو قبر أمي..
أجر ورائي جبلا عاليا من الذكريات
غيمة رمادية من النوستالجيا..
في حقيبتي كفن جديد
لعيد ميلاها العشرين
تحت الأرض..
شموع لإضاءة ضريحها..
أيام الشتاء الطويلة..
ميكروسكوب شخصي لمراقبة
أحوال العالم ..
الهدهد أمامي مثل مصباح سحري
يطير بسلاسة..
أصدقائي الموتى يتكلمون
بنبرة خفيضة..
يتبادلون العطور والفواكه ..
لتبديد كوابيس النوم الأبدي..
ها هو الهدهد يطوف بقبر أمي ..
مثل راهب في زقورة أشورية..
خاشعا متصدعا من إيقاع الصمت..
ثمة كيس من الدموع
أرغب في إفراغه دفعة واحدة
على الشاهدة..
ثمة نص مكتوب بدمي
عن هروب حصان العائلة..
إثر اندلاع زلزال
في مفاصل الكلمات..
عن زيارة عربة الأموات
إلى بيتنا المتداعي..
وسقوط نوارس متفحمة
على ساحل قلبي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى