أحمد القطيب - يَوْمِيّاتُ نابِتٍ في الْأَرْيافِ.. ( أُسْرودَةٌ شِعْرِيَّة ٌ تَفْعيلِيَّةٌ )**

عَلى الْحَصيرَهْ
وَقْتَ تَثاؤُبِ الظَّهيرَهْ
.. يَقْلِبُ في مِقْلاتِهِ شَطْرَ الرَّغيفْ.
والْبَيْضَتانِ في انْتِظارْ،
أَنْ تَفْرَغَ الْمِقْلاةُ مِنْ دَوْرٍ لِدَوْرْ. (1)
.. مِقْلاتُهُ بِها خُدوشْ
كَأَنَّها آثارُ طَبْشورٍعَلى اللَّوْحِ الْقَديمْ
في حُجْرَةٍ لِلدَّرْسِ.. وَالْمَعيشَهْ
في قَرْيَةٍ بَئيسَــــهْ
..وَالْقِطّةُ الرَّقْطاءُ عِنْدَ الْعَتَبهْ
يَسْقُطُ مِنْها الْوَبَرُ
كَأَنّها تَحْتَضِـــــــــــــــــرُ
مِنْ سُمِّ أَفْعىً أَكَلَتْها تَحْتَ أَكْوامِ الْحِجارَهْ
تِلْكَ الَّتي جاءَتْ بِها الْوِزارَهْ
مِنْ أَجْلِ سورْ
في ساحَةٍ مُدَوَّرَهْ
مِنْ دونِ سورْ..
.. وَالْخُنْفُساءُ تَشْرَئِبُّ..تَرْتَقي جِلْدَ الْحِذاءْ..
كالطّفْلِ يَرْتقي الْجَبَلْ
بِدِفْتَرٍ مُبَلَّلٍ.. عَلى مَهَلْ
.. وَالْعَنْكَبوتُ تَحْتَ سَقْفٍ مُهْتَرِئْ..
في الرُّكْنِ تَغْزِلُ السَّوادَ مِنْ بَياضْ
بِريشَةِ الْغُبارْ
وَحُلْكَةِ الدُّخانِ مِنْ زَيْتِ الْفَنارْ..
...
وَقَبْلَ أَنْ يَحْضُرَ قُصّادُ الْحَظيرَهْ
يَفْتَحُ مِذْياعاً قَديما...
.. صَوْتُ الْمُذيعِ الْفَخْمُ يَغْتالُ السُّكونْ
"إِلَيْكُمُ نَشْرَةَ أَخْبارِ الظَّهيرَهْ..
الْحَرْبُ ..وَالطّوفانُ ..وَالْجَرادُ ..وَالْوَباءْ
عُنْوانُ أَخْبارِ الْمَساءْ
وَعُمْلَةُ الدّولارِ بَيْعاً أَوْشِراءْ
عَرّابَةُ الْغلاءْ"
.. وَالْخَبَرُ الْجَديدُ ذو الشّجونْ
"خَمْسونَ دَوْلَةً تَدُقّ أَجْراسَ الظُّنونْ
تقولُ:إِنَّ الْقَيْظَ والْجَفافَ والْإِعْصارَ مِنْ ثُقْبِ "الْأُزونْ" (2)
وَتَخْتِمُ الْبَيانَ بالْإِشارَهْ ،
إِلى إدانَةِ الْمُعَلِّمينَ بالْجَريرَهْ
لِأَنَّ ما تَنْثُرُهُ السَّبّورَهْ...
مِنَ الْغُبارْ
وَكُلَّ ما أَحْدَثَهُ الطَّبْشورُ مِنْ دَمارْ
يُبَرِّرُ الْقَرارْ
.. وَوَصْلَةُ الْحَوادِثِ الْأَخيرَهْ
عَبْرَ الْأَثيرْ
تَعْتَصِرُ الْإِحْساسَ والضَّميرْ..
تُخْبِرُ عَنْ مُراهِقٍ قَدِ انْتَحَرْ
مُعَلَّقاً عَلى الشّجَرْ..
فاعْتَقلوا مُعَلِّمَهْ
لِأَنَّهُ هُوَ الَّذي عَرَّفَهُ الْوَسيلهْ
عَلَّمَهُ "الْميمَ" الّتي أَوْحَتْ إِلَيْهْ
بِعُقْدَةٍ وَحَبْلِ شَنْقْ..
...
أَغْلَقَ مَنْحوسُ الْخَبَرْ
مِذْياعَهُ.. عَلى ضَجَــرْ
وَلَمْ يَمُدَّ كَفّهُ إِلى الرَّغيفْ...
لِأَنّهُ تَذَكَّرَ الصِّبْيانَ في الطّريقْ..
... إِلى الْحظيرَهْ
فَانْتابَهُ رُعْبٌ مُخيفْ !
مِنْ أَنْ يُصابَ واحِدٌ بِشَوْكَةٍ تَحْتَ الْقَدَمْ
يَدْمــــى بها...فَيُتّهَمْ
مِنْ مِثْلِ "هَيْئَةِ الْأُمَـمْ"
بِأَنَّهُ عَنّفَهُ ..أَوِ انْتَقَمْ..
13/02/2020


----------------------

** بُنيت القصيدة على وحدة (مُسْتفعلنْ) وإبدالاتها ،لكن بعض قوافي النص تنتهي بوزنِ (فعولْ) سيْراً على مبدإ جواز الخلطبين تفاعيل البحور في شعر التفعيلة..،وإن كانت (فَعولْ) هذه في الأصل ليست سوى وتدٍ مجموع ٍ مذيّل = (عِلانْ) مقتطع من الجزء الذي انبنى عليه النص ذاته مقرونا بعلة التذييل ، (مسْتفْعلانْ) ، وفق مبدإ التفعيلة الناقصة من وجه ثانٍ في التبرير؛ ممّا يُبقينا في وحــــــــــــدة منسجمة على طول النصّ ،أي (مُستفعلن ).
1/يجوز فتح الراء وضمها على سواء في (تفْرَغ)/(تفرُغ)
2/الْأزون : الأوزون ..وحذف مدّ الهمزة للضرورة الوزنية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى