آدم إبراهيم - هذيانات!..

(١)
لأكثر من نصف عمري
إنتظرتُ قدري، ليأتي؛
ليخرجني من جحيمي
ليغيّر لي حياتي.
أراهُ بعيداً يلّوح لي
وكلّما أقتربت منه، إبتعد
وتخفّى كالسراب؛
بين السراديب.
لم أكن بالقدر الكافِ
من الإيمان؛
لأتمالك خسارتي.
والصبر نفذ؛
في آخر شهقة.

(٢)
إلى أيُّ مدى
من البؤس والمأساة
يجب أن يصله الإنسان؟
لقد تجرّعتُ أنهاراً من الأمل
ولم أرتوِ بعد؛
ينقصني رشفة، رُبّما.

(٣)
لن أنتظر
بعد الآن، ليس هناك
بديلاً للألم
سوى المزيد من الألم
خذلني قدري مرّاتٍ ومرّات
كما الحياة
باللا إختيار، تخوض تجربةُ أليمة
ووحيداً تقاسي بعدها
مَن يختار لك
أن تعيش، لعينا، تعيساً.

(٤)
تبحث عن أمل
فيعطوك سراباً،
يتلاشَ قبل أن تمسَّهُ
ثم، تُعاقب بهلوس الزجر
ليس لك بالخطيئة
يتردد بأذنك وعيناك مفتوحة
خائفة أن تغفو..

(٥)
سألت ذات مرّة
مرآة كانت تعكس شخصاً يشبهني
لِما يبتسم هذا الأهبل؛
والحزن يملأ الأرجاء؟
حتّى في صفاءك،
هناك عكراً من البؤس واليأس
وهأنت غير مبالٍ، تبتسم
لِمَ يبتسم؟
صامتاً لا يجيب، ويبتسم.
قلتُ للمرآة: سأحطّمكما الأثنين
إن لم يجيب على سؤالي.
أو يتوقف عن التحديق بي
وأن لا يبتسم،
تبين أنني لم أطرح سؤالاً؛
بل، كُنا ثلاثتنا جالسين
نحتسي الصمت، والنظرات
أنا، والمرآة؛
والأهبل الذي يشبهني.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى