تامر الهلالي -. ليتخطى خط منتصف الكادر

هو في اقصى يسار الكادر
يحاول ان يخرج
من كل موجات الضوء والصوت المشوشة لروحه
و.يسأل ما اقصى حد من الحب يسمح به باقي الكادر
ليهديه لحبيبته
لو تخطى خط منتصف العمر

الخط ملغم بكل شكوك اربعين عاماً
اقسى الشكوك و أكثرها بشاعة
كانت تلك التي تسقط شمس الحب في حفر الواقع
ثمة ايضاً موجات متدافعة لا تكف عن التلاطم
و المد القوي المتجه من اليمين إليه
بسرعة كبيرة
مقابل جزر يتظاهر بالوجود
ثم يتكاسل عن عمد
فتتكدس الذكريات لدى سيقانه

بعد تفكير طويل
و غياب في دوامات لا تكف عن الدوران به
دون ان يخطو للأمام
لتتحرك الكاميرا التي تنتظر منذ أعوام قرار الخطوة
يرسم لافتة بحجم الكادر كله
يكتب فيها :
سامحيني
و يرسم زهرة بيضاء
تحاول ان تتفتح
رغم الإضاءة المفتتة
______________________

إرتجال فات موعده
________________

المخرج يسمح لي بالارتجال الآن
بعد اربعين عاماً امام الكاميرا
لم يكن ذلك متاحاً قبل ان تاكل الحياة عفوية روحي
منذ اربعين حزناً الهث هرباً من الالم إلى الحلم والحب

لكن الحوار لا يعجبه
و يريد مني ان اقول ما يعبر عن مشاعري
في إطار الحدث و القصة
ربما اقول او اعبر بما هو أفضل للدراما
لماذا يظن الحوار غير معبر تلك المرة
لا ادري

الموقف بشع
كل شيء يحاصرني
و علي ان استمر في حب الحياة
و السعي وراء حلم ما
لم انم منذ عامين
و ضاع كل شيء حفرته على ورقي
و على جدران العمر
كاني كنت انقش في الماء

الكاميرا تبدأ
أكشن
تقترب من وجهي
ابكي دون جلسرين
اتلعثم
لا اجد ما اقوله
و ترصد الكاميرا ذوبان وجهي
بنفس آلية ذوبان نقوشي
_________________________

اعتصار روح
_______

الكاميرا سقطت من يد المصور
حين جاء ذلك المشهد غير المحتمل
البطل يعصر روحه
فلا يجد نقطة واحدة من حب
ولا يتذكر مشهد رغبة
ولا أفق أمامه غير مكدس بجدران

يضطر مدير التصوير للاستعانة بمصور آخر
متخصص في تصوير تلك المشاهد

نبدا من جديد
"اكشن"
اعتصار
تظهر الروح كخرقة بالية
لا لون لها
و الجرافيكس يقوم بمهمة تناسل الجدران
المشهد ينتهي بتحول البطل لكرة فلين
تنجح أحياناً في تسلق الجدران
و تفشل في اغلب الأحيان
--------------------------------------

طنين
____________
في نهار خارجي
الاصوات كلها تتداخل في أذنيه
كل صوت يتحول لطنين
الشوارع هي الأخرى طنين بصري
عيناه كاميرا تتداخل فيها اماكن قديمة
في الأماكن والشوارع الحالية
يتبعثر النور
يرى أشياء بلا ملامح

حين يصل لمكتبه
يرتدي السماعات
يأكل وجبته السريعة
الآن لابد ان يرى بوضوح
كاميرات المراقبة في كل مكان
يلتصق في عينيه كادر قريب :
طفل تحول إلى ماكينة لابتلاع الطنين
و الصور المشوشة
و يشرع في إنتاج المزيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى