عبد الواحد السويّح - على بُعد آلاف السّنوات الضّوئيّة

لو أنّ لي يدين قويّتين ورفعتُ السّماءَ لانْتهى كلُّ شيء في حِينه...
الأبوابُ الموصدة
النّوافذُ الصّغيرةُ
حرّاسُ الشّمس بميدعاتهم الزّرقاء
الكلماتُ المنثورةُ باتّجاه البحر...
كان اللّيل حين انسللتُ من عينيها وظلّتْ تلاحقني
وقعُ قدميها تماما كدقّات قلبي
كنّا ثلاثتنا نركض
أنا وهي القمر الجالس أعلى البحر يشيح عنّا بوجهِهِ
البرق يُعرّي شجرةً بعيدةً تفتح أغصانَها للرّيح
طلق ناريّ يأتي من جهة القمر
يُصيب السّماءَ الّتي تسقط فجأة على رؤوسنا نحن الثّلاثة
نعم ثلاثة أنا وهي
لم انتبه كيف تحوّلتُ إلى نجم إلاّ حِين رأيتُها:
نجمة محاصَرة مثلي
تحاولُ الرّكض
تنثر الكلمات من عينيها باتّجاه البحر
كم رجوتُها أن لا تحاول مع اللّه
كم حذّرتُها من تلك التّفّاحة اللّعينة
كم أسقطتُها أرضا ولوّثتُها بالطّين
نحن الآن نجمان ننثرُ حزنَنا البعيد آلافَ السنوات الضّوئيّة على الأرض
لا أمل لنا في الرّجوع
وأبواب السّماء الموصدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى