آدم إبراهيم - أنشودة المساء..

حيـن يأتي المساء:
أرى الجسد يتحرّر عبء الخمول
أرى الحزن يهرب حافيًا
أرى الفرح يشرع أحضانه للعناق
أرى الشمس تنحنى بوداعٍ مهذّب
أرى النّجوم يقظة تطوي لحافًا حريريًّا على الفضاء
أرى الصوتُ يتجدّد فيما وراء الذاكرة
أرى الضوء يتهافت إلى الغيوم
أرى الله جالسًا القرفصاء يحكي القصص.
ارى السماء تستبدل ثوبها الأزرق بآخرًا داكن
أرى حلمى يعودُ إليّ حاملاً رايات النصر
أرى حبيبتي تناديني إليها، وثمة شيء من الذهول.
أرى حياتي كما لم أراه مِن قبل.
للمساء طقوس:
هذا المساء للتأمّل
هذا المساء لأن تحترفا ممارسة القراءة كثيرًا والكتابةُ أقل
هذا المساء للتحدِّي
هذا المساء لأن ترقصان على سيمفونيّات الوجود
هذا المساء للجنون
هذا المساء لأن تتزلّجان على تضاريس جسديكما المُرتعشين
هذا المساء للسُلوان
هذا المساء لأن تتأنِّا الحب والأمل الغارقان في نهر الغرابة
هذا المساء للتميّز
هذا المساء لأن تداعبا الحزنُ المنسي حتى يستعيدَ وعيه
هذا المساء للتمرّد
هذا المساء لأن تقتلا الخُرافة وتزجَّا بالآلهة في براثن الجحيم
هذا المساء للصمت
هذا المساء لأن تغوصان في عُمق اللغة والهرمونوطيقيا
هذا المساء للتجدّد
هذا المساء لأن تُولدا من رحم الكيان، وتبتكرا إسمًا لائقًا بالأنا
هذا المساء لفعل أي شيء يجتاحه الرغبة.


آدماي
الثالث من نيسان المقيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى