السعيد عبدالغني - لم يكن أدونيس أبي

لم يكن أدونيس أبى
كان طائرا فوق الآفاق الأولى
بدون أن يحمل سجنا
يفرك أجنحته
فيروى حقول الفاكهة فى العالم
رغم أنه ليس فاكهيا .
أعرفه كشخص من شخوص الوحدة الكثيرة
وجها لبيكشينسكي أو مارجريت
يضم ألوان الربيع وأغبرة الخريف
ومنازل مليئة بمذابح مدمَرة .
يحمل فى وجهه شواهد للالهه ولافتات للطيوف
يديه ملاعق للمعانى والكروم
بدون ان يحطم الأنوية
يأخذها ليرميها على ورقة فتنجو هى والورقة .
يمشي على الجوهر كنمر
ويخيم كعنكبوت
مريدا فى الضم لكل ناسوت .
هل نحن طيوف تتطور لذوات وتتطور لمعدومات أدونيس ؟
الطيوف : ابناء مصنع الواحد فى اول انسلاخ / أقنعة هوائية
ذوات : جسمانيات خائخة برسم تشكيلي قبري / ذريات كتلة النسبة الاكبر بها للفراغ
معدومات : غياب يدوم بحزم وصرامة .
هل أدونيس ( كل شيء وحي بلا لغة
كل شىء صفر ملثم ومتموج
كل شىء مبني من دلالة غبارية
كل شيء استعارة اناركية
كل شىء وضوءا عالي
كل شىء ملتصق بمعنى السجن ؟ )
الان بعد أن مزقت المنظوم والفوضوي
وعشت فى صير الهباء
واصطفاءه لى من افعال وتخييلات
بعد أن مزقت الغلبة والعصمة لأي شىء
ورقّيت الخصومة .
لا خلاص سوى فى تجارب الغريزة البدائية ؟
فى المجاز كرب ودرب ؟
أعرف ، واقر المعنى فى اللون والحرف
واقر فى كبريات طيوفي المستديمة
بين طرفي الأزل
فى بطن البعيد العاري
واقر فى التجريد والتجسيد المشكّل واللامشكّل
واقر فى معصرة باطني
أصر عليه وأعريه
ولكنى أقول نفسي " قل لنسيجك ومزقك ومزجك
الروح والهة بما لا يُدرك
بالمستعار الحقيقي المحرم عن التجسد
والمعار للتاويلات المجنحة
قل لهم
جردونى من الذاتوي للكلي
واستولدوا محيط من العيون يطالع بلا نهاية "
قل لى يا أزل المعنى والفوضى
كفرت بما فوق صليبي وبما تحته
وما كفرت بعلل صلبي
والان ...
أنا فى أطوار الكفر بالشعر .
وإن كفرت
كشطت ملكوتى .
كل شىء طاعن فى الحدود .
لنا القعور الأخيرة الكريهة
الأطراف الأخيرة
والمركز المعتسف الأذى .
لا برازخ بيننا وبين أي شىء ولا مسافات
عندما نكون الطيف الميثولوجي
ننقل العوالم كما نشاء
نستحضر الالهه
ونخلق المدرات حولنا وندمرها
بابجدية تستأصلنا وتغرسنا كما نشاء وكما تشاء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى