عبد الواحد السويح - إصحاح السّبيل

قال الرّاوي:
قال المجنون: "القلبُ المتيّمُ صانعُ الجنونِ ومدبّرُه." فقيل له: "وما أصلُ الجنون؟" قال: "القلبُ المتيّمُ." قيل له: "وكيف نلِجُ الجنونَ؟" قال: "بالقلبِ المتيّمِ." قيل له: "وما القلبُ المتيّمُ؟" فقال: "فينوس الشّعر المتواشجة مع انزياحاتِ العقل تنثرُ القولَ وتعذّبه لتصنع منه عِقدا لا ينفرطُ في عالَم القلب."
ونحنُ يا سادة وقد حظينا بالقلوب المتيّمة فإنّنا سنعلن الحبَّ على القساة والظّالمين كي يطول عقدُنا ويشمل الكلّ. فلينصرفْ كلُّ واحد منّا إلى سبيلِه من دون أن يصرفَ عن نفسه التّلقائيّةَ وعن عقلِه الانزياحَ وعن جسدِه الطّبيعةَ وعن عينيه الرّؤيا.
وداعا يا أحبّتي ولْتلهمنا فينوس.
صاحت المرأةُ الّتي تشبهها الشّمسُ:
_ لا تقلْ وداعا يا أستاذ.
ثمّ قبّلتْهُ وقبّلت الآخرين وتواعدوا على اللّقاء كلّما سنحت الفرصةُ وانطلقوا هائمين.
  • Like
التفاعلات: ياسين الخراساني

تعليقات

"المرأةُ الّتي تشبهها الشّمسُ"
"سنعلن الحبَّ على القساة والظّالمين"
ما أجملها من تعابير،
نص جميل حالم وهاج...
 
أعلى