محمد جدو أحمد الدرديرى - مُؤَانَسَةٌ أزَلِيَّةٌ مَعَ الأنِيسِ الدَّائِمِ

سَمَوْتَ،
وَالكَوْنُ بَيْتٌ
فِيكَ يَرْتَحِلُ
وَلَمْ تُحِطْ بِسَمَاءٍ
قَبْلَكَ الرُّسُلُ
صَحِيحَةُ العَقْـلِ
فِي الأرجَاءِ
راحِلَتِي
تَسِيرُ نَحوَكَ أَضْوَاءً..
فَهَلْ تَصِلُ؟!
تَكَحَّلَتْ
مِن غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَادَّكَرَتْ
لَرُبَّمَا سَدَّهَا
عَن حَوْضِكَ الحَجَلُ
فَسِرْتُ، وَالسَّهْمُ خَيْطٌ مِنكَ يَجْذِبُنِي
كَأَنَّمَا فِضَّةٌ
فِي النُّورِ تَشتَعِلُ
كَانَ الوُجُودُ وَحِيدًا
لَا أَنِيسَ بِهِ
حَتَّى أَتَيْتَ بِأُنسٍ
مَا لَهُ مَثَلُ
نَظَرْتَ فِي فَلَكِ الأكْوَانِ
فَانبَجَسَتْ
مِن نُورِ وَجْهِكُمُ
الأنهَارُ، وَالنُّـزُلُ
وَالسَّائِرُونَ
غُـرُوبٌ، وَالطَّرِيقُ
دُجًى
وَهَا أَنَا فِي سَنَا فَحْوَاكَ
لِي أَمَلُ
حَرْفِي نِدَاءٌ
لِصَبرِي، وَالثَّرَى قَلَمِي
وَمُهْجَتِي
مِن نَدَاكَ الشَّاعِرُ الرَّجُلُ
قَد كُنتَ، وَالطِّيْنُ غَيْبٌ
بَعْدُ- مَا قُبِضَتْ-
مِن نُورِ رَبِّكَ
فِي الآزَالِ
تَكْتَحِلُ
هُنَالِكَ الرَّأْفَـةُ
الأُولَى عَلَى مَلاءٍ
مِنَ الخَلَائِقِ،
وَالتَّارِيْخُ مُنشَغِلٌ
وَقَد تَكَلَّمَ رَبُّ النَّاسِ
عَن بَشَرٍ
لأنتَ خَيْرُ كَلِيمٍ
خَيرَ مَن نَزَلُوا
وَقَفتَ
كَالجَبَلِ المُرْسَى
عَلَى أُفُقٍ
تُكَلِّمُ النَّاسَ
مِن أَعْلَى الذِي عَقِلُوا
كَانُوا عُرَاةً مِن الأفكَارِ
فَادَّرَعَتْ
فِي أُسِّ أَفكَارِهِمْ
أَفكَارَ مَن رَحَلُوا
أَمْسَكتَهُمْ
مِن جَنَاحِ الرَّانِ
فَانتَبَهُوا
لَمَّا تَجَلَّى لَهُمْ مِن غَيِّهِمْ جَفَلُوا
تَلَوَّنَتْ
مِن حِرَابِ الجَهْلِ
أَسْوِرَةٌ
مِن الدُّخَانِ، عَلَى العَـرْشِ الذِي فَتَلُوا
وَأَغلَقُوا عَن مَرَايَا
النُّورِ أَفْئِدَةً مِنَ الصَّفَاءِ
فَخَانُوا العَهْدَ
وَانشَغَلُوا
بِـأُسْوَةٍ
لَمْ تَزَلْ
تَـرْتَجُّ فِي قَلَقٍ
فَجَرَّهُم مِن شَظَايَا
غُبْنِهِمْ
فَشَلُ
تَحَزَّبُوا فِرَقًا
مِن قَبلِ أَن يَصِلُوا
إِلَى هُدَاكَ،
وَقَد أَعيَتْهُمُ السُّبُلُ
أَتَيتَهُمْ مِن شُمُوعِ الوَحْيِ، تُمْطِرُهُمْ
فَضْلَ السَّمَاءِ عَلَى البَطْحَاءِ
فَانذَهَلُوا
وَكَانَ
آخِرُ حِلْفٍ فِي التُّرَابِ
هَوَى
إِلَى الحَضِيضِ
فَقَالُوا: شَاعِـرٌ..
بَطَلُوا
وَقَالَ قَائِلُهُمْ: "لِلشِّعْرِ مَنزِلَةٌ،
وَقَولُهُ لَمْ يَكُنْ بِالشِّعرِ يَتَّصِلُ"
-مَاذَا نَقُولُ..!
وَهَذَا المَوجُ يَدْهَمُنَا؟!
-لَمْ تُغْنِنَا عَن سِيَاطِ الحِكْمَةِ الحِيَلُ!
وَزَخرَفُوا الجِنَّ،
وَالأسحَارَ فِي لُغَةٍ
وَلَا حُرُوفَ..
فَظَنُّوا خَيْرَ مَافَعَلُوا
لأنَّهُم ظُلْمَةٌ فِي اللَّيلِ تَشرَبُهُمْ
دَوَائِرُ الفَجْرِ،
وَالأنوَارُ تَغْتَسِلُ
فِي نَهْرِ
سَيِّدِنَا المُسْجَى إِذِ فَانفَجَرتْ
مَدَائِنُ الضَّوءِ،
وَاهتَزَّتْ.. وَهُمْ أَفَلُوا
خَلا زَمَانُهُمُ
وَالأرضُ قَد حَبِلَتْ
بِعَالَمٍ خَرَّ مِن طُغْيَانِهِ الجَبَلُ
لَولَا بَرِيقُكَ فِي الأكْوَانِ
مَا انطَفأَتْ
حَرَائِقُ الأَرضِ،
لَانهَارَتْ بِنَا النِّحَلُ
لَمْ يَعْكِسِ البَحْرُ أَنهَارًا
مُبَعْثَرَةً
لأنَّ وَجهَكَ
فَيْضٌ دَافِقٌ هَطِلُ
جُرْحِي يَطِيْبُ
إِذَا أُسمِعْتُ سِيرَتَكُمْ
فَلَيْتَ أُبصِرُكُمْ
يَومَ انتَهَى
الأجَلُ
صَلَّى عَلَيكَ إلَهُ العَالَمِينَ
وَهَا سُمِّيتُ بِاسمِكَ فِي الدَّارَينِ أَبتَهِلُ.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى