جبار الكواز - لعلّها لم تكن شجرة.. شعر

لعلّها لم تكنْ شجرةً
حين مسكتْ يديَ المرتجفةَ
وانا ارسمُها في دفتريَ السريَّ
فلم تكن فيه غابةٌ
ولا طيورٌ.
ولا حطابونَ
لكنها كانت خائفةً
حين سحبتُ يدي
وهي تحاولُ زحزحةَ روحِها
عن سطوري.
أهي التي اطفأتْ مصباحَ غرفتي
بطينِ جذورها؟!
أم إنّ مصباحيَ الطينيَّ
راودها
واثملها
بلذاذة غرينهِ
وملوحةِ قبلاته
فصيّرها شجرةً؟!
ولم تكن شجرةً
لتقولَ:انا شجرةٌ
لا أنسيةٌ هيَ
ولا جنيّةٌ
لا غابةَ تأتي اليها
وهي تحاولُ أن تصوغَ بارتجافِها
معنىً
يكتبُهُ الوشاةُ في مذكرةِ التحقيق
حائرٌ انا
فدفتري أخفى سلطانَه عنّي
وانا حائرٌ ايضا
حين لم اجدْها تتراقصُ
بين سطورِ دفتري السريّ
أجاءها حقلٌ
فاض بالوجعُ فإغواها
بخرافةِ هزيمة الأرض في الاحلام؟ !
أم هيَ. من جرّتْهُ عنوةً
الى فراشهاالترابي
ففي كلّ الأحوال....
هي ليست شجرةً
وهي لا أنسيةٌ
ولا جنيّةٌ
انا بين يقظةٍ ونومٍ
فجرا...
كنتُ اراها تفتحُ دفتريٌ بهدوءٍ
وتتسلّلُ حافيةً
فوقَ بلاط غرفتي
وخلفها عروقُها تنزفُ
طميَ احلامها
تقفُ وجلةً وفي حديقةِ
بيتِنا
تكلّمُ عمتَنا البرحيةَ
بهدوءٍ
حاولتُ أن اصيخَ السمعَ
فكان أنينا
واهاتٍ
ودمدماتِ رعدٍ من السماء
واليومَ
إليومَ..... فقط
ندهتُها
فآلتفتتْ
كشمسٍ تتوثبُ لاقتراحِ الجمال
أهيَ
تلك التي لم تقلْ:
أنا شجرةٌ
نكايةً بسطرِكَ الادردِ
وبحروفِ عنتِه
نعم..
نعم.. هي شجرةٌ
ولم تكنْ شجرةً
ولكنها شجرةٌ خضراءُ تسرُّ الناظرين
وهي ليستْ شمساً و هي شمسٌ
وهي ليستْ غابةً
ولكنها غابةٌ نائمةُ في اخضرِها المسْودِّ
وحينَ
هممتُ بالسؤال
أشارتْ بغصنها الفارعِ
أوما عرفتني أيها الترابيُّ العنيدُ؟!
كم مرّ عليك من أخوتي الاشجار؟
أين مضى السبيلُ بهم؟!
وانتَ ما زلتَ تخشى الحطابينَ الخونةَ
جنودَ الظلامِ
وسهامَ الفناء
ومطرَ السوءِ
اين مضى سبيلُكَ أيها الفاني؟!
عفوا
عفواا
ايتها الشجرةُ
_أنا......
_ نعم انتَ
أولستَ شجرةً؟!
كنتَ ترسمني توأمَكَ
كلَّ ليلةٍ بخوفٍ
_أخائفٌ أن أكونَ توأمَكَ في الموتِ؟!
أو تعلمُ؟!
لقد رميتُ قلمَك وممحاتٌكَ
وهرب مني دفترُكَ الصينيُّ
باحثاً عن ممحاةٍ خنثى
وقلمٍ اعورٍ
تعالَ...
تعالََ....
اقولُ تعااااااالَ
لا تتعبني ارجوووك
لعلني أثمرُ منكَ
ظلالاً بلا رماد
وبلادنا بلا دماء
واعجبني!.
ووووواعجبي!!
أكانت شجرةً
أكنتُ شجرةً
و الناسُ النائمونَ حَولنا
في صحوهِم
يحلمون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى