أنس عبد الصمد نجم - إلى درويش.. شعر

مولاي
إن قصائد الحمقى
تزيد رتابة الغاوين
في الجدل الهلام
فننتهي
متساقطين لقاعنا الابدي
مصفرين كالاوراق
في شجر الكلامْ
مولاي رتبني
أنا بُعثِرتُ
بين حِمى الحبيباتِ النبياتِ
الـ قَطفنَ بَراءتي
رتلنَنِي عشقا حرامْ
النهرُ كان دمي
وشقشقةُ العصافيرِ القديمةِ
منتهى أسفي
تعثَّرَ صوتي الموؤودُ
لم أصرُخْ بميلادي
خرجتُ كغيمةٍ سكرى
تَدَلّتْ بين أثداءِ السماءِ
وبين أكتافِ المساءْ
كصرخةِ طفلةٍ
في صورةٍ خلف الزجاجْ،
مجازا كُنتُ أسمَعُني
وتبكيني الدموعُ
كأن حُزنًا عسجديًا فاخرا
يمشي على جسدي
بساقٍ حافيةْ
مولاي منذ غسلتني بالشعر
مذ طهرتني بالقافيةْ
وسكبتَ مسكَ اللحنِ
في رمقي انتعشتُ
لأجل أغنيةِ الخلودْ
شطفتُ الروحَ
من صدئي، انتشلتُ اللحنَ
من ضجرِ الحواسِ
مُرتِّبًا فوضاي في غسقي
أهدهِدُ نِصف أوجاعي
التي انشطرت من الوسواس
في سمعي
رأيت النهر
يلتَهِمُ الخيامَ على مُخَيِّلَتي
وتنتحِرُ الملاجِئُ
في صُراخَاتِ العراءْ
ياحراءْ
يا زمهرير الشوقِ
في شبق النساء
لم يقل لي صاحبي
المقتول في أحجية الجدات
مصلوبًا على النص القديمْ
إن الغول محض خرافة حمقاء
تلعب دورها القمعي
في نوم الصغارْ ....
والليلُ يسكُبُنَا
بأحضانِ الحبيباتِ البعيداتِ
مجازا واحتضارْ
لم يقل لي أن نيرودا يهيمُ الآن
في غابات نصٍّ استوائي حميمْ
وتطيرُ من شطِّ الخيالِ نوارسٌ
ورديةُ الأصواتِ
تقرأُ شعرَ مولاي الحكيمْ
فتغارُ ريتا في مقابرها
وتُعلِنُ في عراءِ الوقتِ حربًا
ضد أسلافِ المشاعرِ
تستحيلُ مزارع الزيتونِ
في يافا إلى نبضِ جحيمْ
أنس عبدالصمد نجم


القاهرة 12يوليو 2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى