عبد الواحد اَلسُّوَيِّح - إِصْحَاحُهُمْ.. شعر

" مَكْتُوبٌ أَنْ يَسْتَمِرَّ اَلْإِظْلَامُ وَالصُّبْحُ مُمَدَّدٌ وَاللَّيْلُ عُنْفُوَانُ اَلتَّوَهُّجِ وَصِيحُ اَلْأَنَامُ خوَارُ شَيَاطِين مُتَجَهّمٌ تَسْمَعُ صَيْحَاتِهِمْ اَلْقَاسِيَةَ أَشْعلُوا شُمُوعَ اَلْمَدِينَةِ لَا تُطْفِئُوا فَوَانِيسهَا قَدْ جُنّت اَلشَّمْسُ فَطَالَ اَلْمَنَامُ. هَلْ مِنْ ضَلَالٍ بَعْدَ هَذِهِ اَلصَّيْحَاتِ اَلْقَاسِيَةِ. طُوبَى لَمِنْ رَأَى بِقَلْبِهِ وَبَارَكَ اَلْأَحْلَامَ إنَّهُمْ أَمَامَ آيَاتِنَا حَيَارَى ينظمُونَ اَلْأَهَاجِي بِقَبَسٍ ضَئِيلٍ مِنْ إِلْهَامِنَا...
نَفَخَنِي فِي لَحْظَةٍ مَجْنُونَةٍ وَأَبْعَدَ اَلْقَمَرَ
حَتَّى لَا أَرَى
لَفَحَنِي بِسُهَّجِ اَلْخَطِيئَةِ ثُمَّ أَخْفَى اَلْقَمَرَ
حَتَّى لَا أَرَى
وَتَتَوَالَى اَللَّيَالِي تَنْقُشُ فِيهِم اَلْجُنُون. مَنْحُولَةٌ قَصائِدُهُمْ مَنْقُولَةٌ بِسُمِّ اَلْأَفَاعِي مَكْتُوبَةٌ وَبِحِبْرِ اَلْعُيُونِ...
فَتَحنِي مَغَانِمَ لِلجِنّةِ وَلِمَلَاكِ اَلشَّرِّ
وَضَاجَعَ اَلْقَمَرَ
حَتَّى لَا أَرَى
فَضَحَنِي لِيَسْتَتِر وَأَبْعَدَ اَلْقَمَرَ
حَتَّى لَا أَرَى...
خُسئوا هَلْ إنّا إِلَى هَذَا اَلْحَدِّ سَيِّئُونَ. أَلَمٌ يُدْرِكُوا أَنَّ فِينُوس آلِهَة اَلْجَمَالِ اَلْمفتُون وَأَنَّهَا وَأُقْنُومَيْهَا مأمل رُؤْيَةِ اَلْكَوْنِ. فَما أعْجبَ مَا يَقُولُونَ...
مَا ذَرّ شَارِقٌ وَقلتُ سَأَرَى
إِلَّا اِنْبَرَى يُنِيخنِي وَيُبْعد اَلْقَمَرَ
حَتَّى لَا أَرَى..
بَلْ مَا أَرْوَعَ منْ يَسْمَعُ لَغْوهمْ فَيُمْهلهُمْ إِلَى يَوْم لَا يَعْلَمُونَ. نَحْنُ اَلَّذِينَ أَبْقَيْنَا اَلْأَحْلَامَ طَلِيقَةً كَيْ تَرْسُمُوا مِنْهَا قَصَائِدَ غَزَلِيَّةً فِيهَا تَتَأَصَّلُونَ... "
قَالَ اَلْمُلَثَّمُ: سَأَبْكِي لَهُمْ أَيُّهَا اَلْجَلِيل وَسَأُصَلِّي لِلْمجنُونِ حَتَّى يُحِبُّونَ فَيَتَّضِحُونَ.
اِبْتَسَمَ اَلرَّاهِبُ فَانْشَقَّ اَلظَّلَامُ عَنْ بَيَاضِ صُوفِيٍّ . قَامَ وَقَالَ : اَلْحُبُّ عَلَيْكُمْ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى