فتحي مهذب - روائح مزعجة.. شعر

رائحة حمامة ميتة.
رائحة الغياب الأزرق.
رائحة دموع النافذة
وهي تتلقى طعنات متتالية
من عيون القطط..
رائحة أصابع الأم المحترقة
على الشماعة القديمة..
رائحة ضوء الشمعة
وهي مجرد أشلاء ..
مادة مدهشة لصنع إلاه
على مقاس المخيلة..
رائحة شرشف اليتيم الزنخة.
اليتيم الذي فقد مفاتيح النهار
في غابة الهامش..
اليتيم الذي يطعم روحه العطشى
بملعقة الضوء...
رائحة الملائكة
تتعذب في زنزانة المجردات.
رائحة الأسبوع الفائت
مقتولا بخرادق اللامبالاة.
رائحة درب التبانة
إذ تغزو نجمة الروح
في خلوة معتمة...
رائحة ثدييها الساهرين تحت أعمدة الأصابع...
رائحة الشك في جدوى الوطن.

تعليقات

روائح مزعجة ، قبسات من ريح فتون يفرزها السوريال من إبط اللغة الحرون. المقدودة من مشيمة اليواقيت اللاتحتمل من طرف الكائن المسحوق، فيفجر اللغة بالغام الاوكسيمور ، والاليغوريا ، واللغة المشحونة باكسير الرفض للغة الفقهاء المسكوكة من البلاغة والعتاقة. أشعار وسرود الاديب اللوذعي فتحي مهذب لا يمكن أن تكون الا مجبولة من صلصال ذات أشد حزنا على مستقبل الكون، شلال من العذوبة الاعمق ألما ، ومن رفض الواقع وجمالية لظم المفردات على جيد القصيدة.. شاعر لا يخندق نفسه ضمن خانة معينة في الكتابة ، يعلم الاسماء كلها و اجتراح نصوص مهمومة رافضة منتفضة في وجه مجتمع قبيح وجسور على خطى نيكانور پـارّا ، او لغة جسورة يستعير - نصاعتها او قتامتها سيان- من بؤس وديستوبيا العالم على هدي الشعراء الرجيمين

محبات اخي فتحي
 
أعلى