أحمد القطيب - اَلسُّنونو وَالنّافِذة.. (مجزوء الكامل مُذيّل الضّرب)

اِسْتَيْقَظَتْ شَمْسُ الصَّباحِ عَلى الْمَخاوِفِ وَالظُّنــــونْ
وَتَسَلَّلَتْ عَبْرَ النَّوافِـــــــــــــــذِ نَحْـــــــــــــــوَ آلافِ الْجُفـــــــــــــــــــونْ
لكِنّني تَحْتَ اللِّحافِ ..دَعَوْتُ لي الْحُلْـــــــــــمَ الضَّنيـــــــــــــــنْ
فَلِأَجْلِهِ أَخْفَيْتُ تَحْتَ وِسادَتي وَجْهــــــــــــــــي الدّفيــــــــــــــــــنْ
ما الصُّبْحُ إِلّا سِيُّ لَيْـــــــــــلٍ..لا جَديدَ ســــــــــــــــوى الْمَنونْ !
فالشَّمْـــــــــــــــــــسُ خانَتْ وَعْدَها باعَتْـــــــــــــهُ لِلّيْلِ الْخَؤونْ
وَالرّيـــــــحُ بَيْنَهُما لَتَسْفِـــــــــــــــــــــــــــرُ بِالْوَباءِ بِكُلِّ حيـــــــــــــنْ
أَوّاهُ مِنْ هذا الْخَواءِ يَرُجُّ روحـــــــــــــــــــــــي كَالسَّفيـــــــــــــــــــنْ!
وَالصَّمْتُ يُطْبِقُ قَبْضَتَيْهِ عَلـــــــى الْفُؤادِ بِلا أنيـــــــــــــــــــنْ
وَإِذا بِعُصْفورٍ يَدُقُّ زُجاجَ نافِذَتــــــــــــــــــــــــــــــــــي بِليـــــــــــــــــــــنْ
فَنَزَعْتُ عَنْ وَجْهي الْوِسادَةَ في فُضولٍ..أَسْتَبيــــــــــــــنْ
فَرَأَيْتُ عُصْفورَ (السُّنونو) عِنْدَ نافِذَتــــــــــــــــي يَبيـــــــــــــــنْ
طَوْراً يَسيرُ إِلى الْيَسارِ..ِ وَتارَةً نَحْـــــــــــــوَ الْيَميــــــــــــــــــــــنْ
وَإِذا تَوَقَّفَ عادَ يَنْقُرُ فــــــــــــي الزُّجاجِ وَلا يَكيــــــــــــــــــــــــــــــــنْ
ثُمّ انْبَرى يَشْدو فَيَكْسِرُ شَدْوُهُ خَفَـــــــــــــرَ السُّكــــــــــــونْ
أَيُشَقْشِقُ الْعُصْفورُ مَحْبوراً وَلَـــــــــــــمْ يَرْعَ الْحَزيــــــــــــنْ !?
هذي الزُّجاجَةُ بَيْنَنا مَهْما تَشِـــــــــــفَّ بِما تُبيــــــــــــــــــــــــــنْ (1)
لَهِيَ الْإِسارُ وَقَيْدُها أَخْنـــــــــــــى لَها شَمَمَ الْجَبيـــــــــــــــنْ
لِلهِ دَرُّكَ يا "سُنونو" لَــــــــــــمْ تُرَعْ لِأَذىً وَهـــــــــــــــــــــــــــــــونْ
هَبْني اسْتَعَرْتُ جَناحَكَ الْمُخْضَلَّ كالْكُحْلِ الْهَجيــــنْ
لِأُعانِقَ الْأَدْواحَ في هذا الرَّبيــــــــــــــــــــــــــــعِ"الْمُسْتكيــــنْ"
هَبْني أَطيرُ إلى مَدىً كالظَّنِّ في كَبِدِ الْيَقيــــــــــــــــــــــــــــنْ
فَخَلاصُ نَفْسي ساعَةً ذَنْبٌ سَيَعْصِفُ بي سَجيــــنْ !!
دَعْني لِحَبْسي إِنَّــــهُ قَدْ قُــــدَّ مِنْ عَرَقي.. وَطيـــــــــــــــــــنْ
شُبّاكُ نافِذَتي بِهِ.. قُضْبانُ سِجْـــــــــنٍ لا يَشيــــــــــــــــنْ
فالْحَبْسُ في بَيْتي حِمىً مِنْ بَرْدِ هاتيكَ السُّجـــــــونْ
طوبى لَكَ الْأَفْياءُ في الْجَنّاتِ مِنْ عِنَـــــبٍ وَتيـــــــــــــــــنْ
فَلَأَنْتَ أَغْلَبُ مُرْسَلاً يا مُضْغَةَ الرّيشِ "الْمَكيـــــــــــنْ" !
وَأَنا الضَّعيفُ ،عَجِبْتُ لي، مَأْسورَ ذا الْحَجْرِاللَّعينْ
فَالْحَظْرُ حَرَّرَ طائِــــــــراً وَأَراهُ يَأْسِرُنـــــــــــــــــــــــــــــي كَدونْ !!
*******
( أحمد القطيب ... 30/04/2020 --- 1.30h)
-------
1/ مهْما تَشِفَّ / الفعل مجزوم بمهما ومنع ظهور السكون إدغام المَثَلين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى