علاء نعيم الغول - صديق الفراشة

في قلبِها آذارُ يُسقَى منهُ لا ورعاً ولا حبَّاً
فقطْ خوفاً ولسعاتٍ تمَسُّ الصوتَ في حلقِ الفراشةِ
تفتحُ الوجعَ المملحَ في جروحِ النفسِ في ورقِ
الأكاسي في اعترافي عند بابِ النارِ في بلدٍ
يموتُ أمامَ تفسيرِ القيامةِ في رواياتِ الذين تصوروا
الله انحيازاً للضلالةِ يا إلهي وانتصرْ لي من ضميرٍ
بائسٍ من رغبةٍ كالريشِ تنمو ثم يُخْلِقُها الهواءُ وحرقةُ
الشمسِ الضريرةِ يا إلهي واقتربْ مني لأني في أقاصي
الضوءِ تحتَ ركامِ هذا العمرِ أحفرُ فيهِ ثقباً واحداً
متمنياً شيئاً بسيطاً ليس أكبرَ من سماءِ الصيفِ
أعمقَ من مياهِ الكأسِ والنهرِ البطيءِ توقفتْ عندي
الفراشةُ قلتُ هيا خلفَ هذا التلٍّ وادٍ واسعٌ مُهَجٌ
وخَفْقٌ ليس يهدأُ هل أنا أشكو كثيراً هل لديَّ
تعلقٌ يكفي لأصبحَ ثائراً متماسكاً كعبارةٍ في
مدخلِ الحيِّ المراقَبِ من عيونِ العاطلينَ عن الكلامِ
ونسوةٍ يسحبْنَ ظلاً غامقاً أما الفراشةُ فالذي حملَتْهُ
لي كان انعتاقَ اللوزِ والوروارِ من أسماءِ هذا
الوقتِ من عبءِ الترقبِ وانتظارِ اللافتاتِ على الطريقِ
مدينتي بابٌ لرزقٍ ليس ينفَدُ كلُّ مَنْ يزجي بضاعتَهُ
سيثرى والجميعُ هنا بخيرٍ مفرطٍ في البؤسِ
تلحقني الفراشةُ أينما لوَّحْتُ للطيرِ الذي تركَ العشوشَ
وغادرَ الجُمَّيْزَ وانقلبَتْ حكايتُنا وصارتْ لوحةً
محفورةً في حائطٍ بين المخيمِ والطريقِ إلى الحدودِ
هناكَ تنفتحُ الحياةُ ونعرفُ الدنيا وندركُ أنَّ مَنْ
خنقَ المدينةَ لم يكنْ من أهلِها يوماً ومَنْ أحيا البنفسجَ
جاءَ من خلفِ البحيرةِ حاملاً سِفْرَاً من القيَمِ الجديدةِ
والفراشةُ نيةٌ مقطوفةٌ كالبرتقالةِ قِشْرُها عَشِقَ الندى
واستمرأَ الليلَ المرقطَ مثلَ صَلٍّ نائمٍ في العشبِ
أو بين الحجارةِ والطريقُ هي الطريقُ وفي الصناديقِ
التي حُمِلَتْ إلى هذي المدينةِ ما يُغيثُ ولم تُوَزَّعْ
واختفتْ فيما الجياعُ يُفَرِّغون الشاحناتِ ويركضونَ
وراءَ وهمٍ ليس يشبعهمْ وفي قلبي مواسمُ لا تُعَدُّ
ورحلةٌ ما عدتُ منها والحديثُ الآن عن نفسي
طويلٌ باردٌ ومُقَطَّعٌ كخيوطِ ثوبٍ
كان وقتَ الحربِ ينفعُ للهربْ.
الخميس ١٥/٣/٢٠١٨
صديق الفراشة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى