عبد الواحد السويح - غراب وبومة..

انتهت اللّعبةُ، مُنِع من مُنِع وأُعيقَ من أُعيقَ، وظللنا بعيدين، وجهي بلا وجهكِ يا مغبونة، كغرابٍ من دون بومةٍ، حتّى إذا ما أعلنت الطّبيعةُ كما اعتادت بلا مفاجآتٍ حلولَ فصلٍ من ربيعها، وشرع كلّ متأهّبٍ وكلُّ متأهّبةٍ في معايشة الموتِ الوحيدِ الّذي اتّفقنا عليه، نكتفي بتصوّرِ الفروج المسدودةِ ثمّ البطون الممتلئةِ حتّى نصلَ إلى النّهايةِ البدايةِ ونقفَ على فرحٍ بين صُراخين، قلتُ
والنّعيقُ والنّعيبُ شكلان من أشكال الصّراخِ. نحن ننتمي إلى الصّراخِ الّذي ينتمي إلينا، وكلّ صراخٍ مكرّرٍ يحتوي بالضرورة على فرحٍ.

قالت وأنا من قّولَهَا: سأغترّ معكَ وسأنام ملء جفوني، لا أرى لي حاجة عند الآخرين.
قلتُ لها، أيْ لي: الآنَ تذكّرتِ أنّكِ كنتِ طفلةً وكنتُ أنا بطل الخرافات؟
والدّماءُ المصوّبَةُ تلطّخُ الصّليبَ، في الأيقوناتِ الملوّنةِ رؤى دفينةٌ، وكان الصّليبُ أمامَ الملإ، رأيتُ أمّي حزينةً أمامَ المنجّمِ الّذي لا يشبهني. من يكون سوى فرخِ حرامٍ؟
على الطّاولة تتطفّل عليَّ الأفكارُ. الزّواج موتٌ، هكذا قال الفيلسوف وقلتُ: أمر اللّه يقضيه اللّهُ.
حسنٌ،
عيونكم تترقّبُ الذّعرَ منّي بكَ، يا لطيفٌ، لا تلطف بهم، إنّهم اللاّحقونَ ونحنُ الّذين أعددنا لهم المعالي.
طوبى لكم أقولُ وها الخطوط الأخرى أتلوها عليكم كلّ ليلة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى