عبد الواحد السويّح - جسدُ النّار

(1)
يا ربّ
اسلبْ روحي إن شئتَ
تبّتْ روحي
ما أسْلمَ المسد
بحبالها
ثمّ اصْلِها نارا
تتأدّمُ الحَمَأَ
تقتاتُ باللّهبِ
يا ربّي ها قد عتّقتْني كاعبٌ بوقود الحطب
فتلهّى الجسدُ
بعبادة المسدِ
وظلّتْ روحي كالرّيحِ في الهيمانِ بين حدابِ الأرضِ وجبالِها
وعلى سرير النّار
يشتعلُ الماءُ من الماءِ
وظلَّ الجسدُ يتلظّى برحيقِ الجسدِ

(2)
ربّي لنا الوهجُ
يفضي بهاتيك الرّياحِ السّهّجِ
ولنا
جمراتٌ
ما في الجحيمِ مثيلٌ للهيبها المتوعّدِ
فاحرقْ إذن روحي ولكنْ
اترك الجسدَ
في الجسدِ
فإنْ متُّ
جازيتَ الرّوحَ
وارتحتَ يا ربُّ من تعذيبِ
الجسدِ

(3)
بالعرشِ ربّي مآبَهَا
أشتاقُ
لمآبِها
فأنا الّذي أحكمتُ إغلاقَ
أبوابِها
ولها أن تتعرّى
وتغيضَ العمرَ
بدلالها
ولها أن تترنّمَ وتسبي الصّمتَ بعذوبةِ الصّوتِ
ولها أن تتمايلَ
أن تهذيَ
بجمالِها
ولها أن تهوى إلى الأبدِ
لها ما يُنبتُ الجسدُ في الجسدِ

(4)
ربّي لِمَ الغضبُ؟
لم آكل التّفّاحةَ
إلّا
لمَّا اشتهتْ أكلي
فتوضّأتُ بإلحاحِ اللّيلِ واغتسلتْ
بتهافتِ الهِلِّ
ثمّ افترشنا همهماتِ الويلِ
وتقاسمنا الجوعَ
وتلاشتْ يدُها في يدي
ربّي عدلَكَ، إن كنتُ الآكلَ
فأنا مأكولٌ فهَلْ من عدلٍ
أسمى من ذي العدلِ
على مأدبةِ الجسد؟
لكَ روحي
بدّدْ جميعَ دخانِها
ما لي أراها تكتحلُ بآخرِ نجمٍ وتخبرُ
حرّاسَ جهنّمٍ
عن نارٍ
عنها تميدُ
وترتدُّ فحسبي
أنّي حاسبتُ الجسدَ
بالجسدِ
أيّ نار أقوى من نارٍ
وقُودُها ااجسدُ؟

(5)
آهٍ حبيبي هيّا
أدِرْ الوجهَ
فسأتّقدُ
لي الرّاحُ تطالعُ السّماتِ
بكَ، من لها
إلّا حبّات العرق ينامُ منها الموتُ
فيتجدّدُ
هيّا
لي الحمّى تُجنُّ كالشّتاءاتِ
هيّا
فإن كانت النّارُ
مأوى الزّناةِ والحطبُ
فمرحى بعقابٍ اعتادَ عليه الجسدُ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى