محمد أبوالعزايم - وأنت تكتبُ قصائدَ لـ " ماريا" وللوطنْ.. نص نثرى

ماريا تمرَحُ فوق أرضِ الجزيرة
وُتُحيلُ قصائدكَ مراكبَ من ورقٍ
لِمساكينَ يعلمونَ فى البحرْ
أنتَ ، وأنا ، وهُم
وملكٌ وراءَهُم يأخذُ كلَّ سفينةٍ غَصبا
الكلُّ سيذهبُ يا "عبدَالرحمن"
الكلُّ إلى زوالْ..
إلّا المراكبُ يا صديقى..
وإلا الوطنْ
الطيبون أيضًا
يُلقون للبحرِ لاءَتهُم
علّها تحملُ - بين اللامِ والألِفِ -
لحمًا طريّاً لِجَوعى عَصَرَتهُم
السّنونُ العجاف
وأنت ، وأنا ، وهُم
وقراصنةٌ جاثمونَ على صدرِ الموجِ
يأخذونَ كلَّ خَراجِ البحرِ ويُحبِطونَ الطيبينْ
الكلّ سيذهبُ يا " عبدَالرحمن "
الكلّ إلى زوال
إلَا المراكبُ يا صديقى
وإلا الوطنْ
وأنت تتلو -بصوتك الطيبِ الخفيضِ
وابتسامتك الخجلى -
ما تيسّرَ
مِن أُمنياتِ الشعر ،
حروفُكَ النّوارسُ تعرِفُ وُجهَتَها
تشقُّ الفضاءَ لتُقرِأَ البحّارةَ السلامَ
وغناءُ البحّارةِ يَستحيلُ نَقشًا على الأشرعةِ
لميادينَ مقدّسةٍ ،
ولِوجوهٍ تَعرفُ الميادينَ والميادينُ تَحفظُها
وأنت ، وأنا ، وهُم
والبحارةُ ..وكلُّ الذين نقَشَتْ أُغنياتُ البحرِ
وجوهًا لَهُمْ ولّوها -ذاتَ نقاءٍ- شطرَ الميادين المقدسة ،
وكلُّ الذينَ هوَت- أو تهوِى- إليها أفئِدتِهم ،
أو عرفوها..أو أنكروها،
أو دخلوها نُبلاءَ ،
أو دخلوها آثِمينَ
أو مرّوا مِنها نُبلاءَ أو آثِمين..
الكلُّ سيذهبُ يا " عبدالرحمن "
الكلّ إلى زوال
إلا المراكبُ ياصديقى..
وإلا الوطن.
وفوق إسفَلت الخيانةِ
يركُضُ السماسرةُ
مُنتَعِلين عُيونَ سَدَنَتِهم
بينما أدمُعُ الأرضِ تمسحُها القصيدةُ
و مِنديلُ أرملةِ الشهيدْ
ويدُ الله لدمعةِ الأرملة..
ولدمعةِ القصيدة
وأنت ، وأنا ، وهُم
وقومٌ يهتفونَ للصوصِ..واللصوصُ،
والسماسرة ،
ومَن يمسحون أدمُعَ الباكينَ..والباكين ،
واليائسين..والقابضين على جمرِ الحلم
الكلّ سيذهبُ يا " عبد الرحمن "
الكلّ إلى زوال..
إلا المراكبُ يا صديقى
وإلا الوطن
وما بينَ كلِّ إغفاءتينِ
للرّمْلِ صَحوةٌ
يهمِسُ فيها للآلئِ فى قلوبِ المحارِ
يُنْبِئُها أنّ النوارسَ
- وإن لم تضربْ للرجوعِ مَوعدا-
فإنّ المواسمَ باقيةٌ ما بقيَت حياة
وأن كُلّ جذرٍ إلى مَدّ جديد ،
ومدَدٍ مِنْ محارٍ فَتِىّ
وأنّ النّوارسَ أماراتُ المواسمِ والحياة.
وأنت ، وأنا ، وهم
وأشقياءُ يمتطونَ خيلًا لم تَرِثْ عن أسلافِها نُبْلًا
تغتالُ الأصدافَ سنابِكُها
وخيلٌ أخرى ستأتى يومًا بنُبلٍ جديدٍ
لا يُمَكّنُ مِن صهوتها سوى الأكرمِين..
الكلّ سيذهب يا " عبدالرحمن "
الكل إلى زوال
إلّا المراكبُ يا صديقى..
وإلا الوطن..
وإلا الوطن.

# محمد أبو العزايم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى