سكران يسبّحُ لي السّمكُ على الغيومِ والرّياحُ العاتياتُ ترصّعُ النّجومَ على بابِها * ألقِ بساطَكَ هيّا لا تكتئبْ واكتبْ أنّ رأسَكَ مسكونٌ بغرابٍ يتيم * في حقلِها جَملٌ مخمورٌ وبئرٌ قرارُها كتابٌ قديم * في الكتابِ رحلتانِ * جنّتانِ مسودّتانِ * حريقٌ يطالُ النّجومَ تحت بساطِكَ * ألقِ بكَ قد تنجو وقد تكون * ها الإنسُ يرتدونَ أصابعَهم ويرسمونَ الشّياطينَ على أضفارها * ألقِ بكَ لا تتمهّلْ ستشربُ النّارَ وتسخرُ منكَ النّجومُ وتبكي * احكِ عن ذاكَ الغرابِ الّذي تعوّدَ أن ينامَ داخلَ البئرِ يحلمُ بتينةِ الغدِ وبقطراتٍ من ماءِ الغدير * يا حبيبي رحلتانِ حالكتانِ * شمسٌ وحريق * وجملٌ يتهادَى في الطّريق مسكونٌ بشيطان * احكِ الآنَ عن الحُلمِ الّذي يلفحُ في القاع * ضاعَ الوقتُ ضاع وسادَ الجنون * مسكونٌ بها بالرّاحلةِ قيلَ وبكتابٍ قديمٍ لا يوجدُ لهُ مثيل * الفتيلُ يفتحُ الغيومَ ويُخبرُ أنّه أهدَى السّمكَ إلى البحرِ المستقيم * احكِ عمّنْ ضلَّ السّبيلَ وقالَ من بعدي لا شمس ولا قمر وأقسمَ بأنْفِهِ وبموطىءِ قدَمِهِ أنّهُ الإلهُ الجليل * قيلَ في السّماءِ المجاورةِ سيولدُ مَن له شأنٌ عظيم * يا أيّتها الرّياحُ العابداتُ أرسلي بالسّهّجِ على أبوابِها * رُجّيها وحدّدي لهم مسافاتِهم * دعيني أرَ مِن نجمتي ما في بطن تلك السّافلة * الولهان * سيضعُ الميزان * وشيطانٌ مغرمٌ بجَملٍ مسكين * باللّهِ بالكتابِ ادْعُوني إلى ولائمِ رؤوسِكم لأقهقهَ قليلا وأسخرَ من مزلاجِ بابها * ها أنتم تترصٌعون بالنّجومِ والرّاحلةُ تشعلُ الصّفحةَ الأولى من الكتابِ القديم * الولهان * كان يا ما كان * ولن يكون ما كان*
![L’image contient peut-être : أبو محمود السويح L’image contient peut-être : أبو محمود السويح](https://scontent.frak1-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-0/p526x296/100792883_1092140311168602_1297280951767793664_n.jpg?_nc_cat=101&_nc_sid=110474&_nc_eui2=AeGo0gNgOTWWwNlA8F6by0rrPTe7mmmh3mU9N7uaaaHeZTvqu20ZjYh27c-4bD7Fkh3O3ZiTuGp1DAtR0NnqBXYu&_nc_ohc=8zyEsNoWNTYAX-jPPEI&_nc_ht=scontent.frak1-1.fna&_nc_tp=6&oh=b7bc5c3b19466e3160620c86bda9c8f6&oe=5EF34407)