الواثق يونس - بعد لأي..

بعد لأي
رأت رغبة خبأتها السنون
رأت وجعا نام حين انشغلنا عن الأرض بالمهرجان السماوي
رأت فكرة كنت خبأتها عن فضول صديقي كي
يحتفي بالهوى شعرنا المستبد.
رأتني كما حلمت أن تراني
ولم أر غير انشطاري بين تضاريسها والسماء
المجرات هائمة في العلو
والصباحات راكضة في نقاء الوجوه
وأنا نازح في فضاء الجسد.
بعد لأي
قد اخترت طوفانها وهجرت السفينة
فهي السر والرغبة المعلنة
عبقر العاشقين وذاكرة الأمكنة
منتهى جسدي واحتدام الظنون
رأت حيرتي بين سهل وتل
سألت والغروب يسيل على وجنتيها
هل ترى ما أرى من جنون وهل.
صوتها راحل كغناء الأحاجي
كرثاء جداتنا المستجيش دما أخضرا
كأنين الحبيبات في رحلة النوم أو صرخة في ضمير القرى
يصيح بها طفل غربتنا قبليني
فترميه باللحن عن طائر عائد للوطن
ويسألها عن هديل تناثر في صوتها نازفا ورده عازفا وعده كبنات المدن
فتقول ولم يكمل الطفل جملته الشاعرية هل هزك الوعد أم شهوة الورد يا شاعري وصغيري المسن
كان زهر البدايات مرتفقا يشرب الضوء والنظرات البريئات مستغرقا في الشجن
نعبره راكضين ويعبرنا نازحا كل حين
كان وقت أبحناه للعابرات وصناه من لهفة العاشقين
قهوة وحديث عن الخيل والليل أو ندبة من شجار قديم
نعود من الشعر للشعر والليل منتظر لا يريم
فاجأتنا الحبيبة
فاجأتني الحقيقة
كيف تعجز ذاكرة العشق عن ذكر نسيانها
عبرت صورة تتساقط في زرقة الأفق ألوانها
قلت أنت القصور التي هجرت ملكها ذات قهر
واستبدت بأبيضها دون ورد ونهر
زهدت في الخطاب
لوحت بسنابلها للسحاب
وأنا مثقل بالكنايات والوهم
وهديلي في صمتها مثخن بالغياب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى