محمد الناصر شيخاوي - هُنَا أَنَا..

هذا الشَّارِعُ المهجور منزوع الحياة
و جدران البيوت الْخافتِ لَوْنُها
مِثْلي ، خائفه
من أين يأتي الزَّوال ؟
ما معنى أن أكون
أو لا أكون ؟
من يُرَوِّجُ خُدْعَةَ الْمُحال ؟
هل يكون قد أخطأ " زوربا "
حين انتشى من فرط الأسى
و راح يغتال ، راقِصًا
وَهْمَ السُّؤَالْ ؟!
أنا هُنَا ، يا هُنَا
مُذْ بدأ الزَّوَالْ
أبكي و اضحك صَوْبَ الفراغ
كي لا يسمعني أحد
أُلْقِي بنفسي ناحية السَّدِيم
أَتَعطَّرُ برائحة النَّدى
أَسْترِقُ الخلود قَطْرَةً قطرة
أحيا مِلْءَ الْحَيَاةِ
و مِلْءَ التَّخَفِّي أموت
حتى لا تبكيني نَائِحَهْ
أنا هُنَا ، يا أنا
لا وِجْهَةَ للرَّحِيل
كُلُّ الجهات زائله
يَنْسَحِبُ المكان
وَ الزَّمَانُ
و لا يَبْقَى هنا
إِلَّا أنا ...

محمد الناصر شيخاوي/ تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى