سيد الوكيل - بعد ذلك لا أحد.. قصة قصيرة

قال أحدهم

تعودت فى طفولتي أن اقرأ خرائط القمر ،ربما أحدثكم يوماً عن ذلك ، مازال فى جعبتي الكثير مما سوف يدهشكم ، فطوبى لأولئك الذين تؤرقهم الحكايات ،فهذا الرجل سيظل معطياً ظهره للبئر ، حاملاً دلوين مليئين ، ويمضى فى اتجاه الجبل .

والله أنت تتخيل أشياء بلا معنى ، والخياليون مثلك يزعجون النساء ، حتى أولئك اللاتي كن يقاسمنك السندوتشات فى طفولتك ،ماذا لو لقيتك الآن واحدة منهن فى حفل عام حيث الجميع حاضرون ، ربما تصطدم بكتفك وتمضى ، ستفعل ذلك بصورة عابرة ، حتى تلك التي لفت انتباهها نظارتك الجديدة ، ستبتسم ، وربما تمد يدها على سبيل التهنئة،ثم تسترد أصابعها كاملة من غير سوء ،وسوف تكتشف وقتها فقط أنك ضيعت عمرك فى قراءة خرائط القمر ، لكنك على الأقل تعلمت أن ترسم حدوداً لكل شيء، هكذا تحيط نصفك بالأسلاك الشائكة ، وتترك النصف الآخر من السرير شاغراً.

شيئا فشيئاً سوف أتعلم ، أنام فى العراء بنصف عين ، وفى بيتي بنصف جسد ، فيما تظل صورتي تتأرجح على مسمار الحائط ، أقول ..حقاً ..كان يبتسم ، ويصافح الغرباء فى الحفل العام ، هؤلاء الذين جاءوا يهنئونه بالفوز ، ويأخذون معه الصور التذكارية ، يقولون ..على الأقل عندك نصف ، أنت أهمنا الآن، أقول ..على الأقل عندي نصف ، نصف جسد ، ونصف حياة ، ونصف سرير أنام فيه .

يا لروعة الحرية ..أنت تخلصت من النصف ..

وسوف تبحث فى عيون النساء عن جسد يطل ، أو رغبة قديمة تركتها مومس بجوار حائط، ربما تمنحها لك امرأة كهدية، وكأنها لا تفعل لك معروفاً تمضى دونما ابتسامة واحدة ، أو حتى مصافحة أخيرة ، فقط سوف تسدى لك نصيحة ..انفض عنها التراب وثبتها على حائطك جيداً.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى