علي سيف الرعيني - اوجاع على قارعة وطن

يغيّب الموت عنا أغلى الأحبة وقد تواطأت على اغتيالهم الحروب والأوبئة ِزادت الدنيا قتامة ، وضاقت بنا الدنيا على وسعها ، ولا ملجأ من الله إلا اليه .
الوطن يتمزق وعصابات الحكام ـ وما أكثرهم ـ يبيعون ويشترون ترابه مع كل غريب وطالب مجد وأبناء هذا الوطن المغلوب على أمره يصطلون الويلات ولا يجدون من ينقذهم من الخونة والمجرمين وبائعي تراب الوطن .
أصبحنا في وطن يبكي علينا بقدر مانبكي عليه ويغادرنا كل من نرجو خيره ويهيمن علينا كل من لا يؤمن شره وتمنح الألقاب الزائفة لتزين أسماء العملاء والأبطال المزيفين .
حتى روحانية العبادة لم تعد تعني شيئا فنحن نغالب الدموع ونحن نصلي ونغالب الأحزان ونحن نكابد البقاء ونغالب الغربة ونحن نقرأ آيات الله ، ليس لنا من وجهة إلا السماء نشكوا لربها وربنا ما نعاني .
يكذبون علينا بكل المقدسات ويبيعوننا بكل العملات ويفتكون بنا بكل الوسائل ، نبكي على أطفالنا الذين حرموا الأمان والسكينة والكفاية وحتى الملاعب التي صار الموت يترصدهم بها .
نحن غرباء ، واهلنا غرباء ، وأصحابنا غرباء ، ومن نعول عليهم في نفعنا غرباء ، والمسافات التي كانت قصيرة أصبحت تقطع بالليالي والأيام بل وبالشهور إن بقي لنا أمل في قطعها .
من نحن إذن ؟
نحن بحار من الدموع والأسى والشكوى والدعوات .
سرقونا منا ودمروا أوطاننا وروعوا أطفالنا وقتلوا شجعاننا فلم يبق لنا إلا سجادة الصلاة نجلس عليها وسبحات نحركها لنذكر الله ونستغفره لذنوبنا .
أيها الراحلون عنا من أحبتنا ليتكم لم تتركونا بعدكم نعاني ألم الفقد .
أيها الغرباء في المهاجر ليت كان لنا متسع كي نهاجر معكم فنتداول ذل الإغتراب وأحزان البعاد.
أيها القادة الشجعان الذين بذلوا أرواحهم لأجلنا فلا بقيتم تؤنسون غربتنا ولا حققتم أملا يسعدنا .
يا كل من حولنا من أهلينا سنظل نبكي علينا حتى يطل وجه ولي لله يخلصنا ممانحن فيه ، فلا تيأسوا ولا تبتئسوا فانتظار الفرج عبادة ..
؟حتى هذا العيد صادره علينا وعلى أطفالنا سفاح جديد اسمه كورونا فاصبروا حتى يغيب وجه هذا السفاح .
هذه اهات متناثرة لا أدري كيف تزاحمت
عندنقطة عبورووقفة تامل عابرة فالوداع أيها الأحبة الراحلون فإنا بعدكم على الأثر .....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى