و انا امشي في الشوارع الفارغة هذا الصباح، لم يكن غيرك معي. كنت تمارس حضورك الطاغي عبر تعليقك الأخير. فكرتك التي فيها الكثير من الجنون الممزوج بالثورية. و المتمثلة في دعوتي إلى مصادرة جاذبية الحياة و اجتثاث ما يجعلها تستحق ان تعاش.
ضحكت مرة اخرى و انا استرجع هذا العرض المفعم بالغرابة و الإبداع الذي هو قبل كل شئ فن الإدهاش. غير أني وجدت نفسي أفكر في أمر آخر. ما هو الباعث على هذه الفكرة؟ و ماذا لو أمكنني أن استبق الأصداء و الصور، و اسافر عبر الضوء ألاحق الأزمنة المستهلكة و اتخطاها لأتموقع في مكان ما بعيد، و أنا استعيد و اعيش لحظة ميلادك و انت توقع لحظة قدومك لهذا الكون عبر صرختك الاولى، فأدون اسم اول وجه رأيته. و اول لون وقعت عليه عيناك. و اول إطلالة لك على هذا المعمور الذي تكون لدي انطباع بأنك اتيت إليه ضدا على رغبتك. و سألاحقك في محطات كثيرة بعد هذا في منعطفات شتى لاتأكد ما إن كانت هذه الكرة الجليدية الهائلة التي اتصورها داخلك كان مصدرها الإقراط في الحب، أم كانت نتاج قسوة لحظات كانت أقوى من ان تمتصها الحساسية اتجاه الأشياء.
تسألني من اين استمد المثالية عن المراة. فأجيبك بأني لا استقيها منها. اهو شكل آخر من الجنون في أن تنجذب إلى ما ليس هو عنصر الجاذبية؟
لقد عشت يا صديقي سنين طوال أسرج ضياء الظلام و أمتطيها جائبا مساحات ما بعد السماء السابعة. و انشئ المجرات و أبدع الكائنات، و انفخ فيها الروح. و ارسل الانبياء و الرسل. و اعلن البدايات و النهايات. و احدد الأقدار جاعلا منها مرآة تعابير وجهي. فتغيم حين يتملكني الأسى. و تطفح بالبشر حين اسعد. و تتجمد كليا حين اتخبط بين الحزن و الفرح. وحين تتيه عني الغاية و لا ادري ما افعله بسلطتي. ينتابني العياء و ترتخي قواي. فأشم رائحة تواطئ قد يسفر عن بداية تمرد يجعلني أقل هيبة. فأرسل الرعود و احدث الزلازل. فيلمع البرق و تنطلق الأعاصير. و ينتاب الكائنات المغلوبة هلع و رعب. و تسكن مترقبة انقضاض العدم عليها.
أشعر بالكآبة من جديد. و ادرك أني حتى في العالم الذي لا سلطة تنازعني فيه، قد فشلت في أن أكون إله عادلا. و اني كنت اعجز من أن اروض خيالي، لأني قبل ذلك لم احاور غير ذاتي، و قد كنت قبلها أبتغي فقط أن استعير من اللاممكن وقائع بسيطة أدفئ بها قلبي. و لكني في كل المحاولات المتكررة لتسيد الكون، كنت انتهي إلى النتبجة نفسها. و السبب أن في الأمر خلل. و ان الفصول كانت تتراوح بين الحر و القر. و ان المسامع و العقول تحتاج إلى أصوات فيها رقة تشطب بها أصداء الأصوات المليئة عنفا و طافحة باوامر الكر و الفر. و ان اللقمة مهما كانت مرة و صعبة المنال، فهي تظل أصغر من ان تحتوي و تختصر الحياة. إنها المراة يا عزيزي.
ضحكت مرة اخرى و انا استرجع هذا العرض المفعم بالغرابة و الإبداع الذي هو قبل كل شئ فن الإدهاش. غير أني وجدت نفسي أفكر في أمر آخر. ما هو الباعث على هذه الفكرة؟ و ماذا لو أمكنني أن استبق الأصداء و الصور، و اسافر عبر الضوء ألاحق الأزمنة المستهلكة و اتخطاها لأتموقع في مكان ما بعيد، و أنا استعيد و اعيش لحظة ميلادك و انت توقع لحظة قدومك لهذا الكون عبر صرختك الاولى، فأدون اسم اول وجه رأيته. و اول لون وقعت عليه عيناك. و اول إطلالة لك على هذا المعمور الذي تكون لدي انطباع بأنك اتيت إليه ضدا على رغبتك. و سألاحقك في محطات كثيرة بعد هذا في منعطفات شتى لاتأكد ما إن كانت هذه الكرة الجليدية الهائلة التي اتصورها داخلك كان مصدرها الإقراط في الحب، أم كانت نتاج قسوة لحظات كانت أقوى من ان تمتصها الحساسية اتجاه الأشياء.
تسألني من اين استمد المثالية عن المراة. فأجيبك بأني لا استقيها منها. اهو شكل آخر من الجنون في أن تنجذب إلى ما ليس هو عنصر الجاذبية؟
لقد عشت يا صديقي سنين طوال أسرج ضياء الظلام و أمتطيها جائبا مساحات ما بعد السماء السابعة. و انشئ المجرات و أبدع الكائنات، و انفخ فيها الروح. و ارسل الانبياء و الرسل. و اعلن البدايات و النهايات. و احدد الأقدار جاعلا منها مرآة تعابير وجهي. فتغيم حين يتملكني الأسى. و تطفح بالبشر حين اسعد. و تتجمد كليا حين اتخبط بين الحزن و الفرح. وحين تتيه عني الغاية و لا ادري ما افعله بسلطتي. ينتابني العياء و ترتخي قواي. فأشم رائحة تواطئ قد يسفر عن بداية تمرد يجعلني أقل هيبة. فأرسل الرعود و احدث الزلازل. فيلمع البرق و تنطلق الأعاصير. و ينتاب الكائنات المغلوبة هلع و رعب. و تسكن مترقبة انقضاض العدم عليها.
أشعر بالكآبة من جديد. و ادرك أني حتى في العالم الذي لا سلطة تنازعني فيه، قد فشلت في أن أكون إله عادلا. و اني كنت اعجز من أن اروض خيالي، لأني قبل ذلك لم احاور غير ذاتي، و قد كنت قبلها أبتغي فقط أن استعير من اللاممكن وقائع بسيطة أدفئ بها قلبي. و لكني في كل المحاولات المتكررة لتسيد الكون، كنت انتهي إلى النتبجة نفسها. و السبب أن في الأمر خلل. و ان الفصول كانت تتراوح بين الحر و القر. و ان المسامع و العقول تحتاج إلى أصوات فيها رقة تشطب بها أصداء الأصوات المليئة عنفا و طافحة باوامر الكر و الفر. و ان اللقمة مهما كانت مرة و صعبة المنال، فهي تظل أصغر من ان تحتوي و تختصر الحياة. إنها المراة يا عزيزي.