علي سيف الرعيني - قبسات

في زخم الحياة اليومية حيث يزدحم جدولي المهني
والأسري حتى الاختناق، أتأمل عاجزا أحياناً من التوفيق بين متطلبات شبه مستحيل أن أغلق عليها سحّاب الأربعة
وعشرون ساعة. وحتى لو تمكنت من الانتهاءمنها فهو مزيد من الاختناق و صدقا تلك المهام لا تبدو جميلة ممشوقة
أوفاتنة.وحينهافقط
أتمنى... أن أتسامى إلى السماء في صورة بخار و ارتفع ببطء لأشكل سحابة تشرف من بعيد و تظلل أولئك الذين أرعاهم
أمطرهم إذا لزم فأرويهم. و في حال تعرضهم لمكروه أو مخالفتهم للطريق أتغير في لمح البصر من كتلة بخار إلى شحنة كهرباء ساكنة تُستثار فتضرب المعتدي أو الضال تفتك به أو ترعبه.
و مع تلاطم بحر الأمنيات و أنا مكاني رابضا و راجيا ولكن شيئايجعلني فتات على سجادتي حين أسمع ذاك الصوت الخافت ينادي تلك العيون التي تختبئ خلف النوافذ أتحول لسائل كالزئبق يهرب من مكانه لمكان آخر يختلي فيه مع ربه.
و تلك الأيام العِجاف التي لا فرح فيها و لا هدوءأتمنى أن ياخذني الريح الى حيث الظلال ولاشئ سوى رفيف الفراشات وتناغم الازهار
أتمنى على الصعيد الشخصي و أعلم أن هذه الأماني لو كانت ذات يوم حقيقة... أي بناءفي الأرض و خدمات جليلة سأقدم؟!
أن اغدو حجر جرانيت أتفاوض مع الجبال بأن تفسح للبشر الطريق طواعية قبل أن يصنعوامنهاطرق عبور وربماقديستخدم الديناميت.. لأني إن أردت أن أصبح ضوء ليزر يركض على الأسطح يمنة و يسره لأخرج نفسي من حالة الحزن التي تعتريها، لفعلت... و لألف مرة سأفعل!
حين أرفع جبهتي من حالة الرجاء العميقة التي ولجتها بملء إرادتي و تنتشر أمنياتي خلسة كالفراشات الملونة الصغيرة في الهواء. انظر عبر انعكاس وجهي لتلك التجاعيد المتعرجة على جبهتي و ابتهج لهذا التغير الطفيف... لأن شيئاً من تلك الأمنيات ربما وربما و ربما سيحدث!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى