الهواري غباري - أنزلُ للشارع أنظفه من دمي..

رقصة الموت
الآن
سأنزل إلى الشارع
أنظفه من دمي
وأعتذر للأناشيد القديمة.
الآن
أعترف أنّي كنتُ على حقّ
لا يسندهُ سيفٌ ولاكتاب
وأنّ دمي نار
تُنير ليل الجُناة
و رايتي عطش القبائل
للماء والكبرياء
الآن فقط ،
أرفعها شامخة في وجه هذا اللّيل
وهذا الوباء
تُرشد العابرين إلى جنة الرّوح
ليقطفوا سيرة هذا الجرح..
وكيف خُلقنا
من رحم الثنائيات المستعارة
ووحاجة الجواب إلى سؤال
هل كان دما شارداً !
أول غيثٍ في صحراء الكلام؟
هل كنّا جُناةً طيبين أم
دُمى للغيب المعاصر؟
مرّ قطار الرّبيع سريعاً
ولم يصبنا بسوءٍ
لم يداعبنا
كما يفعل مطرٌ خفيف
بأحذية الصّيادين
كان وديعاً
ردّدنا حول مسامعه
تخاريف الخريف
ولم يصبنا بسوء
ومرّ التاريخ
ملطّخا بأسمائنا
أوطاننا
غابات للحزن المقدّس
موتى يرقصون على حبل موتهم
موتى يحرسون هيكل الموت
من فتنة السؤال
عن البداية و المآل
وخلايا نائمةٌ للموت المؤجل
ستصعد إلى موتها حتما
لتحيا ،
حياتها في أقاصي الألم
وسيمضي القطار
إلى محطّته في نسيج العدم
وأنا الآن
سأنزل إلى الشارع
أنظفه من دمي
وأعتذر للأناشيد القديمة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى