د. أمل رجب - كل ضحكة انطفأت في مرقدها.. شعر

١.
ضحكة نابعة من مأتم مزين بالنور،
والعتمة أصل الحكاية..
هذه المرة التي تلوت سبع آيات
ظهر وجهي بالمرآة
مسحة من ظل،
وقطرة تنزلق من جفني لتلامس الأرض..
كل الضحكات عبارة عن حزن يتيم
يشفق عليه المارة
برغيف سعادة
نهبته كل قطط الشارع من قبل،

٢.
إنني المطر والجماد..
الرحلة الشاقة بين كاحلي لايرمقا الدموع الساهية
هذا أنا،
التي بكت في صفوف الجماهير،
ثم أصدرت قهقهة عالية
موجة حارة من الضحكات
التي من خلفها
تغرق ملايين الدموع.
لذا صفق الجالسون
وهم يسرقون من الهلاك
بسمة أخيرة.

٣٠
من يعتني بنوبات الصراخ التي لاتسمع؟
من يعالجها بحلقات زهد،
يعلقون كل المسابيح الملونة،
يطوفون..
إيابا و إيابا..
لا يعودوا لنفس الوهلة
إلا بعد سنوات من العرق،
هذا هو الشفاء!
والصوت الذي يغدو منطلقا من سجنه
كان بالأمس
كتلة،
من أصوات جثة تلهث نداءها الأبدي.

٤.
كل ضحكاتنا ماتت من قبل،
حط من شأنها الفلاسفة..
وغاص برقتها الفيزيائيون،
ليطلعونا على أن الكون
رشفة من ظلام..
وكل ما ولدناه من نور بأرحامنا،
_نحن النساء_
عبارة عن كوخ تسكنه أشباح مجنونة،
لاعليك إذ عرفت
أن كل ضحكات الماضي
ولدت وماتت في نفس لحظتها،
أنقذت،
ثم طفت غريقة
على وجه نهر.

٥..
نسأل عنها في صفحات الزمان،
أين أنت أيتها الضحكة
لم لا تظهرين ثانية
بوشاح جديد؟
تركت لنا الماضي وتركنا مكبلين بأساور التاريخ
نتصفح في كل لحظة
ضحكة تصفح عن أخطاء الأسى
انطفأت كبقايا شمع على زجاج،
مذ أن رحلت،
لم نر سوى أضغاث وجوه،
ياعزيزتي
اركضي نحوي،
نحو قلب السماء
نحو هالة الشمس،
اركضي نحو عالم كان جلادا،
وبعد عقوبة دامية
تحول بمرقدك الحسن
لملاك.

# أمل رجب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى