هشام حربي - فى مقام الارتواء.. شعر

لما تجلى فى البداية قال للعشاق تلك بدايةٌ ، شفتان يعتصران خمراً مثل جمرٍ واللسانُ يذيبه قبل التحرك بالكلام وهذه الهيئات أجمعها نداءً صامتاً وأصبُ فيه من الفواكه خمرها ومن الروائح عبقها ومن الشموس بريقها ومن الجنان أريجها
هى كلمة الله التى نزلت من الجنات ، أجمل ما يسر الله للمخلوق كى يدنيه قولا واحدا لا حرف فيه ، ومن رحيق رضابه سيكون منه الماء والأنهار والأشجار، منه النور سوف يدور من شفة إلى شفة وينقله اللسان إلى اللسان بهيئة العطشان يشرب فى مقام الإرتواء ، وحين يسأل سوف يلقاها الإجابة أو بهيئة جائع ستكون كل الزاد بل ستكون للمجذوب معراجاً يطوف بقافها ويظل يخلط فى طوافٍ بين مكسورٍ ومضمومٍ ، ستبدو كالملاذ لخائفٍ وستلتقى روحٌ بروحٍ فى فمٍ وتظل نوراً للحقيقةِ
وهى أجملُ ما تحدّثه الحياة عن الحياة هنا اللسان يقول من خلف الحروف لهاثَه ويذيبُ نُطقَ الحرفِ بل يسقيه والمعنى يفوحُ وهل على المشتاق مِن حرجٍ إذا وجدَ المرادف والصبابةُ أوجدت عشرأً سأذكرُها لفاتنتى ببابِ الحلمِ وهى تفوحُ وعداً مُسكراً ، لا تكتميه

هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى