غياث المرزوق - وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ مِنْ حُلُمٍ يَشِبُّ عَنْ طَوْقِهِ -2- «اَلتَّبَدِّي»

وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ حَرْبٌ، وَالطُّغَاةُ بِشَنِّهَا
/... فِي العَقْلِ مَرْضَى:
إِذْ لَيْسَ، ثَمَّةَ، فِي الزَّمَـانِ إِنْسٌ سَوِيٌّ
/... بِالقَتْلِ «يَرْضَى»!
سوفوكليس


(2)

/... لَمْ أَرْتَقِبْ أَحَدًا،
وَلٰكِنِّي رَأَيْتُ الآبَ يَنْتَجِلُ الإِشَارَةَ
/... وَاحِدِيًّا،
أَوْ «حَدِيًّا»،
بِاسْمِهِ عَدَدًا،
تُعَدِّدُهُ الرُّدُودُ

***

/... لَمْ أَرْتَقِبْ أَحَدًا،
وَلٰكِنِّي رَأَيْتُ الاِبْنَ يَرْتَجِلُ البِشَارَةَ
/... رَافِضِيًّا،
أَوْ «رَضِيًّا»،
بِاسْمِ مُنْتَحِلٍ فَضَاءَ رَبِيبِهِ
/... عَمَــدًا
يُحَوِّرُهَا، بِعَكْسِ الجَاذِبِيَّةِ، صَامِدًا
/... صَمَدًا
وَيَنْثُرُهَا سَحَائِبَ مِنْ خِضَابِ الفَحْمِ،
وَٱلْفُوسْفُورِ،
وَٱلْغَازِ المُكَلْوَرِ وَالمُبَلْوَرِ،
ثُمَّ يَنْشُرُهَا كَتَائِبَ في جِهَاتٍ أَرْبَعٍ،
/... مَدَدًا
وَيُمْطِرُهَا، بِلا هَدَفٍ،
عَلى مُدُنٍ ثَوَاكِلَ،
أَوْ مُرَمَّلَةٍ،
/...
فَتَسْطُرُهَا الجُنُودُ

***

/... اَللَّيْلُ
جُرْحٌ نَازِفٌ،
أَوْ عَازِفٌ، مُتَآزِفٌ، لا يَنْتَهِي
/... وَالخَيْلُ،
بَعْدَ اللَّيْلِ، تَعْرِفُنِي كَسَابِلَةٍ مُكَبَّلَةٍ،
/... رَثِيمَــهْ
وَالوَيْلُ يَسْتَجْلِي، وَيَسْتَحْلِي،
شُعَاعًا رَاسِمًا
/... بَلَدًا
يُؤَنِّبُ فِي النَّوَى، أَوْ فِي الجَوَى،
/... بَلَدًا،
فَيَرْسُمُهُ بِأَصْفَادٍ،
وَأَضْدَادٍ،
وَأَنْــدَادٍ،
/...
وَتَرْتِمُهُ مَلائِكَةٌ مُحَنَّكَةٌ،
وَتَرْجُمُهُ شَيَاطِينٌ
/... رَجِيمَهْ

***

/... حَدَّقْتُ فِي بَوْحِ المَدَى
/... أَمَدًا،
فَلَمْ أُبْصِرْ سِوَى شَيْئَيْنِ لَيْسَ بِوُسْعِ
أَيِّهِمَا الوُجُـودُ
عَلى بِسَاطِ الرِّيحِ مُنْفَرِدًا وَمُنْجَرِدًا،
لِيَتَّسِعَ الوُجُودُ

***

واشنطن،
آذار (مارس) 2006

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى