عامر الطيب - تعالي نطالعُ صورنا القديمة في الألبوم

تعالي نطالعُ صورنا القديمة في الألبوم
ثم نختار صورةً لنا في الكهفِ
لنتتبع حياتنا منها.
انظري كيف كانت يدي ناعمة
كيف كنت رزنة وأنت تبكين
انظري كيف
كنا دقيقين في اختيار ملامحنا .
لقد حصلتِ على عين
تبكي في الصورة
و تركت لي العين التي تبكي إلى الآن!

تساءلت عما أفعله إن كنت سأنتهي
إلى امرأة ملقاة على كرسي هزاز
وأنت لا تحبني إلا شفقة
أو تسلية
أعرف أنني فقدت بصري
لكنك تخبرني أن الأشياء كما هي
الباب الخشبي
الشوارع
و النهر السائد في المدينة
و الأطنان العالية من العصافير .
أريد أن أجدك
و أمشي
مثل كل العشاق الذين قرأتُ عنهم.
تساءلت إن كنت تطالعني خلسة
و أنا أبدل ثيابي
ثمة أشياء تغيرت بسبب أيام قليلة في الحب
سأحبك بفناء وهاج ،
سيصير جسدي صغيراً
للغاية
و يكبر قلبي !

بدا الموت مألوفاً ،
الجميع يتحدث بنبرة سوية
إن فرجيينا وولف
ملأت جيوبها بالحجارة
و أغرقت نفسها مترددة
أو مندفعة.
لا يهم
حقا أنني أود أن يتحجر العالمُ
تتحجر الأنهارُ
فتملأ فرجيينا هذه المرة
جيوبها الصغيرة بالماء!

أنا شخص سريع العطب ،
بهي و متخف
لا تبهر حياتي المعجبات اللواتي يحلمن
برجل دافئ
يحفظ الكلمات جيداً .
انا رحال صامت
لقد وجدت حبك
في الهامش
ولم أرقص علناً ،
لقد زرت بلاداً ساحرة
ولن أتحدث عنها !

أحبك منذ صباح اليوم
الماضي إلى الآن
و أعرف نوعين من الموسيقى
موسيقى تجعلني راسخةً
أسميها موسيقى القدمين .
و أخرى تجعلني متوترة
أسميها موسيقى الكعب العالي !

يخيرني القتلة
بحنان ساذج
إذا كانت رغبتي
أن موت في السماء السابعة
أو بيتي؟
في أي مكان سيلوث الموت
جسدي.
سينهي دوامتي
و يوقف عيني عن المشي.
لكن إذا كان الموت كرم هذه الأيام
فإنني أرجو
ألا تصبح في السماء السابعة في بغداد!

أصيح آه
فيتبعني الحجر و الأغنام
و المواقد،
الصغار و الأعشاب
و الغرباء
و النمل الذي يتطلع للأجساد
بلهو بالغ.
أصمت فجأة
و أعني أنني أحبك مختنقاً بالأصوات
ثم أصيح آه
لتفرغ حنجرتي!

أريد أن أطور حياتي لتزدهر
بين يدي و بين أقدامي
أصنع لها عينين خشبيتين
لتصير أشد حذراً
من المطر و الصدأ و الزيف.
أصنع لها لساناً معقوداً
لتحب صامتة،
تتشهى صامتة و تتقد صامتة
تهاجر
و تبني بيتها صامتة،
بعد ذلك عندما أحبك
و تحبك حياتي معي دون قصد أيضاً
أصنع لك ليلاً خالداً
لتؤلفي الأسرار
و لحياتي
أذنين عميقتين
لتسمع الكلام!

لا أود امتلاك أكثر مما هو بيدي،
يدك الصغيرة
مملكتي الزائدة
عثرتُ عليها فجأة وأنا أبحث
عن مفتاح الكنز،
لكني فتحت خزانة الكنوز
ولم يعد يلزمني
شيء.
أحب يدك بانجذاب سافل أحياناً
كما يقول المرء أحب
جسدك كله
و هو يحب يدك الصغيرة فقط !

هذا ليس بلدي
ذبلتْ عيناي وأنا أتفحص الملامح و الجدران
فركتُ الحجرة
بيدي
و طالعت الكلمة ذاتها مراراً
لن يتخفف الألم
حتى عندما أمحو الحجرة الصلبة
بيدي
و أفتت الكلمة الصغيرة في مجرى النهر !

سننام مثل الأوتار ساهمين
و مرتجفين
تحكي لنا أمهاتنا عن الجنيات
و حبيباتنا عن العالم !

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى