محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لو أن الرب كان اقل دكتاتورية

كتبت ذات مساء ، لو ان الرب كان اقل دكتاتورية
لو انه كان اكثر لطفاً
لجعل لنا طيناً اضافياً ، لنبني ما نشاء من الحبيبات والنساء
وربما
لكان بامكان اليتامى النائمون لوحدهم على الرصيف ، حين يشتد الشتاء
يبنون اضلاعاً تفسر منطق الدفء الجميل
وكان باستطاعتيّ البكاء
الآن
في صدر الحبيبة دون ان اهتم حين تقلقني النهود ، بمنطق الرغبة العصيّ عن المقاومة
وكان باستطاعة
مُخيمات الموت ان تبني جدار لا تعيق خطوطه ، كل القذائف وما تخلفه العواصم من خراب
كنت سابني زهرةً واهمس في اذنها " كن "
لتصبوا " زينبي "
حين يعتصرني الحنين الى قصيدة من البكاء الليلي والرغبات
كنت سابني قصراً ، ثم انفث فيه ، دون ان اخشى سبأ ، و دون حاجة لهدهداِ مغرور
يدلني
أين يمكنني المسير الى الخرافة واغتصاب الاخرين قصورهم
كنت ساصنع طائراً
له من الجناحات ، الفاً او يزيد
وفي كل يوم ، تنمو له الفاً لاضمن
لا رصاص يكبله عن التحليق ، ليمنحني مشاهد للتأمل ولوحة للتوثيق على ورق الغياب
كنت سابني سُلماً يصل السماء
ثم اهمس
في كل اركانه المُتعرجة
احملني الى اعلى
سأصعد
نحو شجرة المنتهى ، ساقطف ما اشاء من الحبيبات والحياة
وسأتكي بكامل الرغبات على الشجرة المحرمة
ثم استفز الرب ان يسخطني ما شاء من العقاب
كنت ساخلق
" ام "
كما اشتهي ، لا كما اراد الآله
ام تعانقني صباحاً
"، ام " تقبلني مساءً
" ام "
تُناولني الخلاص ، حين يقتهم المدينة العسكر الحمقى
ويصلبون على قذائفهم طيوراً نافقة
" ام "
تهدهدني كطفلاً ضائعاً
ثم تُرضعني القصيدة ، كي اقف نصاً الهيّ البكاء
" ام "
" سعاداً " في عناقها للجراحات التي تقذف بنا نحو المنافي المشرعة ، في كل طرقات المدينة الضائعة
" ام "
تكتشف حزني
وتمنحني قليلاً من حليبها
انني ظمئان الى بعض الطفولة
الى غباءآت البدايات ، حين كنتُ لحماً طرياً ، لا علاقة له
بما تمخضه المدينة من خراب
ومن تذاكر للرحيل المر
لو كان الآله اقل شراً
لعلمني
كيف اخلق امرأة
بحجم عشقي للحياة
" امرأة "
اخونها فتقول لي
ضع راسك المصلوب على قصر الجراحات واعترف
بما اقترفت من الكبائر
فاعترف
وتضمني
" امرأة "
تقول لي
امشي معي ، نحو الحقيقة ولا تخاف
حين تقذفك المدينة بالمجازات ، سوف اسند منطق اللغة بالكناية الواضحة
" امرأة"
تفترش حلماتها
" ديناً يناسب ما تمخضه القصيدة من تمرد"
كي انام
حتى قيام الساعة او
حتى انفجار كوناً جديد

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى