ان الشعرية تعتمد على شبكة العلاقات المتشكلة في النص و نوعيتها فالتجربة الشعرية من دون هذه العلاقات تعد ناقصة سواء من حيث المضمون ام من حيث التعبير لان الشاعر قد ينسج في تراكيبها إيحاءات ودلالات وإيقاعات تهدف الى كسر أفق التوقع لدى المتلقي بالخروج عن المألوف ، من العنوان تطلق الشاعرة صرخة استغاثة من القلب مشبوبة بالعاطفة لكنها في فم عاجز عن الكلام
ممتلئةٌ بالضجيجِ والهدوءِ المُفتعل
والكذب الأنيق يتلعثمُ بلا فمٍ
كدُميةٍ لا تُجيد النطق
أقفُ أمام مقصلةٍ جائعةٍ
أشير الى ظلٍ مرتبكٍ
ان ذاتها ملأى بجمهور غفير غير مرغوب فيه والهدوء المُصطنع الزائف وبين الضجيج والهدوء هناك صرخة داخلية لا تستطيع اطلاقها آهة قوية لا تجد من يسمعها صوت بكاء داخلي لا يجد من يستشعره دموع ساخنة تحرقها من الداخل والكلمات تتلعثم و تنطق بلا فم كأن المشهد يقف أمام مقصلة فارغة خالية متعطشة الرقاب ، تشير الى ظل مُتحير مُضطرب مُتلعثم ، وكأنها تطرح سؤالًا لذلك الظل المرتبك فالنص الشعري فيه كثير من التساؤلات التي تحتاج اجابة تُجيب عنها الشاعرة و ربما في احيان أخرى تترك مفتوحة على أفق واسع لا يتضمن اجابة محددة ، تسأله عن كيفية الهروب من الذات من الم المعاناة في عالقة في سرة الجدار ، اخذ السؤال في النص فضاءه الأكبر حيث صار مكررا وربما مؤكدًا للحالة التي عليها الشاعرة مستخدمة الأداة ( هل ) لتعطي زخما اضافيا للسؤال وطاقة تجديدية له و لتكشف مدى الألم وهي الهروب من كل ما يحيط بها الهروب من الأمكنة من الأحلام من الفن من الذكريات ومن خلال هذه التساؤلات تعبر عن سوداوية الحياة وعن عميق الأسى الذي تعيشه بانطواء ذاتي مفرط تركت خلفها علامة سؤال كبيرة ومن خلال تلك التساؤلات اعتمدت الشاعرة على صنع حوارًا مع ذاتها بأسئلة شعرية تنماز بالحساسية المرهفة والانفعال الحاد في التعبير وهذا الحوار يراد منه الاسترسال بالنص و نجد هناك رغبة ملحة للإجابة عن تلك التساؤلات التي اخذت شكل من أشكال الاحتجاج والتبرير بظهوره الاستنكاري ، وفي الأخير ترى الشاعرة ان كلما اتسعت دائرة الأسئلة ضاق المعنى في الإجابات لذا نجدها في اخر القصيدة تحاول إقفال باب السؤال بان تلك التساؤلات وقعها كالسوط الذي يعذبها فتقول :
أهربُ وتلاحقُني الوحشةُ
أُعانق إسمك
وأغرقُ بالذهول
تحاول الشاعرة هنا الهروب و الابتعاد لكن دون جدوى لان الوحشة بعد ذلك الحبيب تلاحقها فهي تعانق اسمه وتبوح له عن همها مجسدة الواقع الأليم الذي تعيشه بعده فتبقى غارقة بذهول ودهشة ، مأخوذة بكل حواسها لا تصدق بانه بعيد عنها و لا تستطيع ان تراه مجدداً
دعاء موسى
***
( أنا صرخةٌ في فمٍ أبكم )
ليلى عبد الأمير
ممتلئةٌ بالضجيجِ والهدوءِ المُفتعل
والكذب الأنيق يتلعثمُ بلا فمٍ
كدُميةٍ لا تُجيد النطق
أقفُ أمام مقصلةٍ جائعةٍ
أشير الى ظلٍ مرتبكٍ
أسألهُ؟
هل جربتَ الهُروبَ من نفسكَ؟
انا عالقةٌ في سرةِ الجدار
هل جربت الهُروب من الأرقام؟ِ
انا وحمةٌ في خدِ التاريخِ
هل جربت الهروب من الصورِ؟
انا جثةٌ مؤطرةٌ بالزيف
هل جربت الهروب من الفنِ؟
انا تُقلِقُني الحقيقةُ الجافة
هل جربت الهروب من الأماكنِ؟
انا تيهٌ يتوسدُ الطُرقات
هل جربت الهروب من الأحلام؟
أنا وسادةٌ محشوةٌ بالرؤوس
هل جربت الهروب من الأصوات؟
انا صرخةٌ في فمِ أبكم
هل جربت الهروب من الحنين؟
انا قُبلةٌ يابسةٌ لا تهيد
فالأسئلة يجلدني سوطها
ويرعبني اللقاء بنفسي دونكَ
أهربُ وتلاحقُني الوحشةُ
أُعانق إسمك
وأغرقُ بالذهول
ممتلئةٌ بالضجيجِ والهدوءِ المُفتعل
والكذب الأنيق يتلعثمُ بلا فمٍ
كدُميةٍ لا تُجيد النطق
أقفُ أمام مقصلةٍ جائعةٍ
أشير الى ظلٍ مرتبكٍ
ان ذاتها ملأى بجمهور غفير غير مرغوب فيه والهدوء المُصطنع الزائف وبين الضجيج والهدوء هناك صرخة داخلية لا تستطيع اطلاقها آهة قوية لا تجد من يسمعها صوت بكاء داخلي لا يجد من يستشعره دموع ساخنة تحرقها من الداخل والكلمات تتلعثم و تنطق بلا فم كأن المشهد يقف أمام مقصلة فارغة خالية متعطشة الرقاب ، تشير الى ظل مُتحير مُضطرب مُتلعثم ، وكأنها تطرح سؤالًا لذلك الظل المرتبك فالنص الشعري فيه كثير من التساؤلات التي تحتاج اجابة تُجيب عنها الشاعرة و ربما في احيان أخرى تترك مفتوحة على أفق واسع لا يتضمن اجابة محددة ، تسأله عن كيفية الهروب من الذات من الم المعاناة في عالقة في سرة الجدار ، اخذ السؤال في النص فضاءه الأكبر حيث صار مكررا وربما مؤكدًا للحالة التي عليها الشاعرة مستخدمة الأداة ( هل ) لتعطي زخما اضافيا للسؤال وطاقة تجديدية له و لتكشف مدى الألم وهي الهروب من كل ما يحيط بها الهروب من الأمكنة من الأحلام من الفن من الذكريات ومن خلال هذه التساؤلات تعبر عن سوداوية الحياة وعن عميق الأسى الذي تعيشه بانطواء ذاتي مفرط تركت خلفها علامة سؤال كبيرة ومن خلال تلك التساؤلات اعتمدت الشاعرة على صنع حوارًا مع ذاتها بأسئلة شعرية تنماز بالحساسية المرهفة والانفعال الحاد في التعبير وهذا الحوار يراد منه الاسترسال بالنص و نجد هناك رغبة ملحة للإجابة عن تلك التساؤلات التي اخذت شكل من أشكال الاحتجاج والتبرير بظهوره الاستنكاري ، وفي الأخير ترى الشاعرة ان كلما اتسعت دائرة الأسئلة ضاق المعنى في الإجابات لذا نجدها في اخر القصيدة تحاول إقفال باب السؤال بان تلك التساؤلات وقعها كالسوط الذي يعذبها فتقول :
أهربُ وتلاحقُني الوحشةُ
أُعانق إسمك
وأغرقُ بالذهول
تحاول الشاعرة هنا الهروب و الابتعاد لكن دون جدوى لان الوحشة بعد ذلك الحبيب تلاحقها فهي تعانق اسمه وتبوح له عن همها مجسدة الواقع الأليم الذي تعيشه بعده فتبقى غارقة بذهول ودهشة ، مأخوذة بكل حواسها لا تصدق بانه بعيد عنها و لا تستطيع ان تراه مجدداً
دعاء موسى
***
( أنا صرخةٌ في فمٍ أبكم )
ليلى عبد الأمير
ممتلئةٌ بالضجيجِ والهدوءِ المُفتعل
والكذب الأنيق يتلعثمُ بلا فمٍ
كدُميةٍ لا تُجيد النطق
أقفُ أمام مقصلةٍ جائعةٍ
أشير الى ظلٍ مرتبكٍ
أسألهُ؟
هل جربتَ الهُروبَ من نفسكَ؟
انا عالقةٌ في سرةِ الجدار
هل جربت الهُروب من الأرقام؟ِ
انا وحمةٌ في خدِ التاريخِ
هل جربت الهروب من الصورِ؟
انا جثةٌ مؤطرةٌ بالزيف
هل جربت الهروب من الفنِ؟
انا تُقلِقُني الحقيقةُ الجافة
هل جربت الهروب من الأماكنِ؟
انا تيهٌ يتوسدُ الطُرقات
هل جربت الهروب من الأحلام؟
أنا وسادةٌ محشوةٌ بالرؤوس
هل جربت الهروب من الأصوات؟
انا صرخةٌ في فمِ أبكم
هل جربت الهروب من الحنين؟
انا قُبلةٌ يابسةٌ لا تهيد
فالأسئلة يجلدني سوطها
ويرعبني اللقاء بنفسي دونكَ
أهربُ وتلاحقُني الوحشةُ
أُعانق إسمك
وأغرقُ بالذهول
