محمد عبدالعزيز أحمد ( محمد ود عزوز) - حملت وجهك يا غريب

حملت وجهك يا غريب ، ما بين كفك
كي لا تنسى ارتداءه
عندما تخرج صباحاً ، كي ترى ما انتجته مطاحن اليوم الجديد
من طحين الآدمية
تمضي وتجرحك الشوارع بالتنمر
حول جبنك
ايها الاخرق
لماذا تمشي ، دون ان تثقب خطاك مرونة الاشياء حولك
تخشى الظلال
فتظل تركض ، حتى تسابقك ظلكَ المخبول
فيقف لوحده
عند ناصية العصافير التي تسخر
ينفض ما تجمع من غبار
يدخن سجائر من سديم الصمت و دخان النهايات
ثم يختار التلاشي
خلف ظلال الاخرين
تمشي تُحيّ الماء والتربة
الشمس تشعل " حفرة الدخان " تُهيأ نفسها لحفل الشواء
الغيوم تركض تناول رعشة الارض احتمالات المُخاض
طفلاً سينبت ، من خيال المستحيل
طفلاً سيكبر ها هنا ، ان تسامحت العواصف ، ان تجاهلتنا مدافع الغيب
وان خاصم الرصاص
صدور الحالمين
طفلاً سينبت " سنبلة " او زهرة خضراء الضحك
قد ينمو قبراً ربما
وسيكون في امكان القصيدة ان تقول ، ما تقوله عادة
" فالتسقط الكلمات اذا خانت حواس الحالمين وانجبت اصفاد بدلاً عن الحرية واجنحة العصافير "
تمشي لوحدك ، مثلما اعتدت
تُحصي حبيباتك ، من الشوارع
حين تمتد ايادي الوقت ، لتقطف ذكرياتك مثل فاكهةً تخاف ان تسقط على جرح التراب وتنكسر
تمشي ، تمزقك حبيبتك الجديدة ، بالبكاء والثرثرة
لان امرأة ما هناك ، نسيت حقيبة صمتها
في وجهك "مسلوب الضحك والاتجاه "
ولأن عطراً ما نسائياً ، نسته فراشةً على كتفك ، فاُتهمت بكل جرح و سوء ظن بالمُضاجعة في الحُلم
او انها قد تجد
نهداً يغطي فمك ، بكامل الرعشات
وكامل الفوضى التي تسقط صمودك في فراغ الاشتهاء
تُمزقك الحبيبة
حين يصادك الصيادون ، مثل غزالاً شارداً
يضعوك في الاقفاص
تراك من البعيد ، هناك ،
حيث حفلات الشواء تُقام من لحمك
تراك تتناقص ، في كل ثانيةً ، تفقد عضواً وانت حياً لا يُهمك الا ان تنظر لك ، وتجمعك
تقف هي
تراك وحدك ، تتأملك ، تكبلك الجراح ، ينام الصباح عليك ، يدق حراس النوايا مساميرهم في راسك ، يصنعون لك نعشاً للعظام التي تبقى
عندما يفرغ الزوار منك ومن حفل الشواء .
تمزقك الحبيبة
بصمتها ، حين تشتاقُ الضجيج
ببكائها ، حين تجتاحك مدائن الرغبة ، وتجرفك الى حدود الفراغ
حين تدهسك الخيول الهاربة ، من حظائر ارضك /المنفى
وحين تُعطى في بلادك نعشاً وذاكرةً تُناضل ضد ذاكرة النزوح
تقتلك الحبيبة
حين لا تجد ، بين نهديها حليب
لتكتبه
قصيدة " ركيكة " الرغبات ، فصيحة في افتتضاحها لاحتياجك للعناق
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى