كرياح هَبَّت فأشعَلت جذوة الذكريات تحت رَماد السنين كان لقاؤه بابنها الشاب، تَصادَف أنْ جاءهُ كموظف سَيعمل تحت رئاسته.
يَشعرُ أنَّ ملامحهُ قد رآها من قبل، يُحاول أنْ يَتذكر ذلك ولكنه لا يعتقد مقابلته فيما مَضَى، يُطالع اسمه رباعيًا ثم يَنظر إليه، ويَعود يُطالعه من جديد ويَتفرَّس في ملامحه، تأكدَّ أنها والدته.
هزَّته المفاجَأة، وبرغم نجاحِه في إخفاءِ ما اعتملَ بداخله، فقد أخفقَ أن يُخفي ما بدا على ملامحهُ حين أطرقَ لبُرهة.
في التَّوِّ تمتثلُ أمام ناظريه السنون الأربعون التي انقضَت على حُب الصِبا، كان آخر عهده وعهدها به مع دخولهما الجامعة وبَعدها تَفرَّقا، صار هو إلى جامعةٍ هنا، وهي إلى جامعة هناك، ثم سُرعان ما تَزوجت جارهما.
كانت والدته حَبيبة قلبه، أحبَّها وأحبَّتهُ الحب الطفوليّ العُذريّ، الذي يَنقشُ آثاره على جُدران القلوب فلا يمَّحِي مهما طالَ البِعاد.
ساهمًا يَعودُ إلى مَسكنه، يَشردُ في جلسته يتذكرها، تراءت له وهي جالسة عن قُربٍ على طرَف المقعد المقابل له في الفَصل، ثم وهي تَلقاه بابتسامتها المشرقة في الفُسحة، وكذلك وهي تُصاحبهُ ذهابًا إلى المدرسة وعَودة منها، وصورتها حين كادت تطيرَ فَرحًا يومَ أن كاشَفَها بحبه.
تُحدثه نفسه بالسؤال عن أحوالها، ثم تعود فتُحذره، زمنُ بَعيدُ انقضى، فكيف سيكون استقبالها لهذا الحَدث إنْ فعَل، ربما لا تستحسنه، ثم تعود فتدفعه دفعًا إلى ما يَهوَى.
يُرسل لابنها طلب صَداقة، إنه السبيل ليُتابعَ مِن خلاله صَفحتها على الفيس بوك، يَنتشي لقبوله الطلب، يَستَعرضُ أصدقاءه فلا يجدها من بينهم، يُهرع إلى صفحات أصدقائه يَستعرضها، تنفرج أسارير وجهه، هذا هو اسمها، إنها هي "حنين".
بأصابع مُرتعشة يَطلبُ صداقتها، تستجيب للطلب، يتَهللُ وجهه، يعود صراع نفسه ليَضرب عقله، أُحادثها، لا أُحادثها، لم يَحسم أمره.
يتغلب على تَردُّده بمتابعة رسائله الواردة من دون جدوى، يُطمئنُ نفسه: لا شكَ سَتُراسلني! لم يَستطع المقاومة، يرسلُ لها رسالة: "طمِّنيني عليكِ".
تتعلق عيناه بمُربَّع الحوار في حاسوبه المحمول شَغوفًا إلى إجابة، يَميلُ على الحاسوب مُتابعًا وكأنه سيَحضنه، يُصدِر الحاسوبُ نَغمة وُرود الرسائل، يَتراقص قلبه بين أضلعه حين يَقرأُ ردها على أنغام دقاته: "أُتابعُ صفحتكَ كل يوم منذ إنشائها".
يَشعرُ أنَّ ملامحهُ قد رآها من قبل، يُحاول أنْ يَتذكر ذلك ولكنه لا يعتقد مقابلته فيما مَضَى، يُطالع اسمه رباعيًا ثم يَنظر إليه، ويَعود يُطالعه من جديد ويَتفرَّس في ملامحه، تأكدَّ أنها والدته.
هزَّته المفاجَأة، وبرغم نجاحِه في إخفاءِ ما اعتملَ بداخله، فقد أخفقَ أن يُخفي ما بدا على ملامحهُ حين أطرقَ لبُرهة.
في التَّوِّ تمتثلُ أمام ناظريه السنون الأربعون التي انقضَت على حُب الصِبا، كان آخر عهده وعهدها به مع دخولهما الجامعة وبَعدها تَفرَّقا، صار هو إلى جامعةٍ هنا، وهي إلى جامعة هناك، ثم سُرعان ما تَزوجت جارهما.
كانت والدته حَبيبة قلبه، أحبَّها وأحبَّتهُ الحب الطفوليّ العُذريّ، الذي يَنقشُ آثاره على جُدران القلوب فلا يمَّحِي مهما طالَ البِعاد.
ساهمًا يَعودُ إلى مَسكنه، يَشردُ في جلسته يتذكرها، تراءت له وهي جالسة عن قُربٍ على طرَف المقعد المقابل له في الفَصل، ثم وهي تَلقاه بابتسامتها المشرقة في الفُسحة، وكذلك وهي تُصاحبهُ ذهابًا إلى المدرسة وعَودة منها، وصورتها حين كادت تطيرَ فَرحًا يومَ أن كاشَفَها بحبه.
تُحدثه نفسه بالسؤال عن أحوالها، ثم تعود فتُحذره، زمنُ بَعيدُ انقضى، فكيف سيكون استقبالها لهذا الحَدث إنْ فعَل، ربما لا تستحسنه، ثم تعود فتدفعه دفعًا إلى ما يَهوَى.
يُرسل لابنها طلب صَداقة، إنه السبيل ليُتابعَ مِن خلاله صَفحتها على الفيس بوك، يَنتشي لقبوله الطلب، يَستَعرضُ أصدقاءه فلا يجدها من بينهم، يُهرع إلى صفحات أصدقائه يَستعرضها، تنفرج أسارير وجهه، هذا هو اسمها، إنها هي "حنين".
بأصابع مُرتعشة يَطلبُ صداقتها، تستجيب للطلب، يتَهللُ وجهه، يعود صراع نفسه ليَضرب عقله، أُحادثها، لا أُحادثها، لم يَحسم أمره.
يتغلب على تَردُّده بمتابعة رسائله الواردة من دون جدوى، يُطمئنُ نفسه: لا شكَ سَتُراسلني! لم يَستطع المقاومة، يرسلُ لها رسالة: "طمِّنيني عليكِ".
تتعلق عيناه بمُربَّع الحوار في حاسوبه المحمول شَغوفًا إلى إجابة، يَميلُ على الحاسوب مُتابعًا وكأنه سيَحضنه، يُصدِر الحاسوبُ نَغمة وُرود الرسائل، يَتراقص قلبه بين أضلعه حين يَقرأُ ردها على أنغام دقاته: "أُتابعُ صفحتكَ كل يوم منذ إنشائها".